أفادت مصادر طبية وشهود عيان، بوقوع إصابات وسقوط ضحايا نتيجة قصف جوي استهدف موقعاً تدريبياً بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. فإن الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من صباح الإثنين أصاب معسكر كشلنقو، وهو أحد أبرز المواقع التدريبية التابعة لقوات الدعم السريع في المنطقة، مسببًا أضرارًا بشرية ومادية.
بحسب شهود العيان، شوهدت طائرة مسيّرة تحلق فوق الجهة الشرقية من المدينة قبل أن تُسمع انفجارات متتالية قرابة الساعة الحادية عشرة صباحًا، أعقبها تصاعد أعمدة دخان كثيفة من الجهة الجنوبية لنيالا. وأفاد الشهود بأن القصف استهدف مباشرة معسكر كشلنقو، ما أدى إلى إثارة حالة من الذعر في الأحياء المجاورة.
وأوضحت المصادر الطبية أن عدداً من المصابين نُقلوا إلى المستشفى التركي ومجمع اليقين الطبي لتلقي العلاج، بعد أن أُعيد تشغيلهما مؤخرًا عقب فترة توقف بسبب الوضع الأمني.
عقب القصف، فرضت قوات الدعم السريع إجراءات ميدانية مشددة في محيط المنطقة المستهدفة. وأفاد مواطنون بأن القوات أوقفت المركبات القادمة من مخيم السلام والمناطق الجنوبية للمدينة، وجرى تفتيش هواتف الركاب وإنزال بعضهم من الحافلات. كما احتُجز عدد من الأشخاص لفترة وجيزة قبل الإفراج عنهم لاحقًا.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الغارات الجوية التي نُفذت خلال الأسابيع الماضية في ولاية جنوب دارفور، واستهدفت مواقع يُعتقد أنها تابعة لقوات الدعم السريع. وتشير التقديرات إلى أن هذه العمليات تأتي في إطار تصاعد النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، الذي يشهد منذ شهور توتراً أمنياً متزايداً وغياباً لأي بوادر تهدئة.
ويُنظر إلى مدينة نيالا كإحدى النقاط الاستراتيجية في الصراع الدائر، ما يجعلها عرضةً للعمليات العسكرية المتكررة بين الطرفين، في وقتٍ تتواصل فيه الأزمة السياسية والإنسانية التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.