غارات بطائرات مسيّرة تهزّ كادوقلي وتستهدف مخزن ذخيرة ومواقع عسكرية

3 Min Read

شهدت مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان، هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة استهدف أحد أهم المواقع العسكرية التابعة لسلاح المدفعية، وتحديدًا مخزن الذخيرة في حي المصانع، مما أدى إلى انفجارات قوية أحدثت حالة من الذعر بين السكان.

ووفقًا لشهود عيان، وقع الهجوم بين الساعة 1:30 و2:00 ظهرًا، وأدى انفجار الذخائر المخزّنة إلى دوي هائل سُمع في أنحاء المدينة، مما دفع مئات السكان إلى النزوح شمالًا خشية تجدد القصف أو وقوع هجوم بري من قبل قوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس).

وافادو احد المواطنين أن أصوات الانفجارات كانت عنيفة للغاية وأدت إلى نزوح واسع للأهالي من المناطق القريبة. كما أكدت أن طائرة مسيّرة أخرى استهدفت أكاديمية العلوم الصحية، لكن المقذوف لم ينفجر، ما حال دون وقوع خسائر بشرية أو مادية إضافية.
ورغم شدّة الهجوم، لم تُسجل إصابات بين المدنيين حتى لحظة إعداد الخبر، غير أن حالة الخوف والارتباك سادت المدينة، وسط مخاوف من تجدد الضربات الجوية.

مصدر عسكري فضّل عدم الكشف عن هويته، أوضح أن أربعة جنود أُصيبوا جراء الانفجار أثناء وجودهم قرب المخزن لحظة الاستهداف.
وأضاف أن الهجوم لم يطل مقر قيادة الفرقة 14 مشاة، بل اقتصر على مخزن الذخيرة وأكاديمية العلوم الصحية.
وأشار إلى أن الاستخبارات العسكرية تُجري تحقيقات لتحديد مصدر الطائرات المسيّرة، مرجّحًا انطلاقها من مناطق غربية كادوقلي تُستخدم كنقاط إطلاق من قبل مجموعات مختلفة، رغم انتشار قوات الدعم السريع والجيش الشعبي في تلك المناطق، ما يدل على تشابك وتعقيد الوضع الميداني في الولاية.

الهجوم الأخير يأتي في سياق تصعيد جوي متزايد شهدته عدة مدن في جنوب كردفان منذ مطلع أكتوبر الجاري، من بينها أبو جبيهة، دلامي، والدلنج، حيث تم تسجيل ضربات متكررة بالطائرات المسيّرة.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تعكس تحوّلًا نوعيًا في أساليب القتال، وسط تساؤلات عن قدرة الجيش على مواجهة هذا النوع من الهجمات في ظل ضعف منظومات الدفاع الجوي.

تأتي الغارات في إطار معارك ميدانية مستمرة بين قوات “تأسيس” والجيش السوداني، إذ تسعى الأولى إلى فرض سيطرتها على كادوقلي والدلنج، بينما تعمل القوات النظامية على التصدي للتقدم من خلال عمليات جوية مضادة وتحريك وحدات لتعزيز خطوط الدفاع.
كما تسعى قيادة الجيش إلى تأمين طريق الدلنج – الأبيض الاستراتيجي، الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع في منطقة الدبيبيات، ما يجعل الجنوب أحد أكثر الجبهات تعقيدًا في المشهد العسكري السوداني.

تشير التطورات في كادوقلي إلى أن الحرب دخلت مرحلة جديدة من التصعيد الجوي والتكتيكي، مع غياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى تسوية سياسية.
ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار هذه الضربات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والنزوح في جنوب كردفان، وتحولها إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين أطراف متعددة الولاءات في ظل فراغ سياسي متزايد.

Share This Article