رسمياً: استئناف الرحلات التجارية إلى مطار الخرطوم الدولي بعد أكثر من عامين من التوقف

3 Min Read

في تطور اعتبره مراقبون خطوة رمزية نحو استعادة الحياة المدنية في السودان، أعلنت شركة بدر للطيران عن تسيير أول رحلة تجارية إلى مطار الخرطوم الدولي يوم السبت، لتصبح بذلك أول شركة وطنية تعيد تشغيل رحلاتها إلى العاصمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
الرحلة التي وُصفت بأنها “تاريخية” شهدت أجواءً احتفالية بين الركاب والعاملين، في مشهد اعتبرته الشركة “لحظة لا تُنسى” بعد توقف دام أكثر من عامين.

قالت شركة بدر للطيران في بيان رسمي عبر صفحتها على “فيسبوك” إن استئناف الرحلات إلى الخرطوم لا يحمل دلالة تشغيلية فقط، بل هو رمز للأمل وبدء التعافي الوطني بعد مرحلة طويلة من العزلة الجوية التي فرضتها الحرب.
وأكدت الشركة التزامها بمواصلة العمل على إعادة ربط السودان جواً بالعالم الخارجي، مشيرة إلى أن عودة النشاط في المطار تمثل إرادة وطنية تتجاوز آثار الصراع وتعيد فتح أحد أهم منافذ البلاد على الإقليم والعالم.

جاءت هذه العودة بعد جهود مكثفة لإعادة تأهيل مطار الخرطوم الدولي الذي تعرض لأضرار كبيرة جراء المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
فقد تضررت صالات الركاب والمدرجات ومباني الخدمات الحيوية، ما جعل المطار خارج الخدمة منذ الأيام الأولى للنزاع.
وفي تلك الفترة، جرى تحويل العمليات الجوية إلى مطار بورتسودان الذي أصبح المنفذ الجوي الرئيسي للدولة، لكنه واجه تحديات لوجستية كبيرة نتيجة الضغط المستمر وقلة الإمكانات.

خلال الأشهر الماضية، أشرفت السلطات العسكرية على تنفيذ عمليات صيانة جزئية لمرافق المطار، شملت برج المراقبة والممر الجوي الرئيسي، بهدف إعادة التشغيل التدريجي.
وكان الجيش قد أعلن في سبتمبر الماضي عن اكتمال المرحلة الأولى من التأهيل، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة تفعيل المؤسسات الخدمية في العاصمة، واستعادة الثقة في قدرة الدولة على إدارة المرافق العامة.
ويرى محللون أن عودة الرحلات إلى مطار الخرطوم تمثل اختبارًا لقدرة الحكومة على استعادة السيطرة والإدارة المدنية في ظل الوضع الأمني المعقد.

عودة الحركة الجوية إلى الخرطوم لا تعني نهاية التحديات، لكنها تشكل بداية رمزية لمرحلة جديدة في مسار استعادة الخدمات الحيوية والبنية التحتية.
ويأمل كثير من السودانيين أن تكون هذه الخطوة مقدمة لعودة تدريجية للحياة الاقتصادية والمدنية، وأن تسهم في تخفيف عزلة البلاد وفتح نافذة جديدة نحو التواصل الإقليمي والدولي.

Share This Article