في خطاب سياسي جديد، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن رؤية وطنية تهدف إلى إنهاء اعتماد السودان على المساعدات الإنسانية خلال عام واحد.
وأكد حميدتي أن الوقت حان للتحول من اقتصاد الإغاثة إلى اقتصاد الإنتاج والاكتفاء الذاتي، مشددًا على أن الموارد الوطنية الهائلة يجب أن تكون المحرك الأساسي لإنعاش الاقتصاد السوداني.
ضمن خطابه، شدد حميدتي على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر وإثيوبيا، معتبرًا أن ملف مياه النيل وسد النهضة يمثل محورًا استراتيجيًا للتعاون الإقليمي.
وأشار إلى أنه يؤمن بضرورة التوصل إلى اتفاق عادل بين الدول الثلاث يوازن بين احتياجات الطاقة والمياه، مشيدًا في الوقت نفسه بـ النموذج التنموي الإثيوبي في عهد آبي أحمد، وراغبًا في تطوير العلاقات مع إريتريا رغم التوترات السابقة.
قال حميدتي إن السودان يمتلك ثروات ضخمة من النفط والمعادن والأراضي الزراعية يمكن أن تشكّل قاعدة اقتصادية صلبة إذا تم استغلالها بفعالية.
وأوضح أن خطته لتحقيق الاكتفاء الذاتي تقوم على تطوير هذه الموارد وتعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الجوار، مؤكدًا أن السودان يمتلك إمكانات تؤهله للانتقال من حالة الطوارئ إلى التنمية المستدامة إذا توفرت الإرادة السياسية.
اختتم حميدتي خطابه بالتأكيد على التزامه بتنفيذ رؤيته خلال عام واحد، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي والشركاء الإقليميين والدوليين يمكن أن يلعبوا دورًا محوريًا في دعم التحول عبر برامج تعزيز الأمن الغذائي والتعليم والصحة.
كما شدد على إشراك الشباب والنساء في عملية إعادة البناء، معتبرًا أنهما الركيزتان الأساسيتان لأي مشروع وطني ناجح.
رؤية حميدتي تمثل تحولًا في الخطاب السياسي السوداني من الاعتماد على الخارج إلى الاعتماد على القدرات الذاتية، ومن إدارة الأزمة إلى بناء اقتصاد إنتاجي مستقل، مع انفتاح على دول الجوار لضمان الاستقرار الإقليمي والتنمية المستدامة.
