تحالف “تأسيس”: الغارات على الكومة تكشف الوجه العبثي للحرب في السودان

2 Min Read

أدان تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) بشدة الهجوم الجوي الذي استهدف تجمعًا مدنيًا في مدينة الكومة بولاية شمال دارفور، والذي أدى إلى مقتل أكثر من عشرين شخصًا وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال. وقال التحالف، إن العملية نُفذت بواسطة طائرة مسيّرة واستهدفت منطقة لا تضم أي وجود عسكري، معتبرًا أنها “جريمة مروعة تكشف عن الوجه العبثي للحرب الدائرة في السودان”.

حمّل التحالف ما وصفه بـ”جيش الحركة الإسلامية الإرهابية” المسؤولية الكاملة عن الهجوم، معتبرًا أنه جزء من سلسلة ممنهجة من الانتهاكات التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بحق المجتمعات المحلية في دارفور. وأكد أن هذه الممارسات تمثل تصعيدًا خطيرًا في نمط استهداف المدنيين وتدمير النسيج الاجتماعي في الإقليم.

وأضاف البيان أن الهجوم وقع صباح السبت حين استهدفت طائرة مسيّرة تجمعًا للمدنيين في منزل أحد المواطنين دون وجود أهداف عسكرية في المنطقة، ما يجعله انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني ومواثيق حقوق الإنسان. واعتبر التحالف أن ما يجري في دارفور لم يعد مجرد صراع مسلح، بل حرب تستهدف هوية السكان واستقرارهم المجتمعي.

ودعا تحالف تأسيس المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والحقوقية إلى التحرك العاجل لوقف استهداف المدنيين في دارفور، ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم. كما طالب بتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية وضمان وصول الدعم الطبي والغذائي إلى المناطق المتأثرة، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي “يشجع على الإفلات من العقاب ويهدد السلم الأهلي في البلاد”.

وأشار التحالف إلى أن تكرار مثل هذه الهجمات يقوّض فرص الاستقرار والسلام، ويزيد من معاناة المدنيين في ظل الانهيار الكامل للخدمات الصحية والإنسانية.

حتى لحظة صدور البيان، لم تصدر أي تعليقات رسمية من الأطراف الأخرى المنخرطة في النزاع بشأن الهجوم، كما لم يُتحقق بشكل مستقل من عدد الضحايا أو الجهة المنفذة. ويأتي هذا التطور في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية في شمال دارفور، لاسيما في الفاشر والكومة، حيث يتحمل المدنيون العبء الأكبر من القتال الدائر.

ويرى مراقبون أن بيان “تأسيس” يمثل أحد أبرز المواقف السياسية الواضحة التي وجهت اتهامًا صريحًا لطرف محدد، في ظل غياب آليات تحقيق ومساءلة مستقلة داخل السودان، ما يعكس استمرار دوامة الحرب العبثية التي تدفع البلاد نحو مزيد من الدمار الإنساني والمؤسسي.

Share This Article