الهادي إدريس: إنهاء الحرب في السودان مرتبط بهزيمة مشروع الحركة الإسلامية وتحقيق التحول الديمقراطي

3 Min Read

أكد رئيس حركة جيش تحرير السودان، الدكتور الهادي إدريس، أن إنهاء النزاع الدائر في السودان يتطلب التوصل إلى اتفاق سياسي شامل وإفشال مشروع الحركة الإسلامية السودانية، باعتباره مفتاحاً لبناء دولة حديثة تقوم على أسس الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية، وأوضح إدريس أن الحرب الدائرة منذ 15 أبريل 2023 تدخل عامها الثالث دون مؤشرات حقيقية على نهاية قريبة، معتبراً أن هذه الحرب تختلف عن سابقاتها، وتعكس أزمة بنيوية عميقة في مسار بناء الدولة الوطنية منذ الاستقلال.

وأشار إلى أن التنوع العرقي والثقافي في السودان لم يُدار بشكل صحيح منذ تأسيس الدولة، ما أدى إلى دورات متكررة من الحروب وعدم الاستقرار السياسي، واتهم إدريس من أسماهم “عناصر النظام السابق المرتبطة بالحركة الإسلامية” بإشعال الحرب الحالية، مشيراً إلى أنهم يسعون لإعادة إنتاج سلطتهم من خلال الصراع المسلح، مضيفاً أن مشروع الحركة الإسلامية تاريخياً قام على التفتيت لا الوحدة، كما أشار إلى انفصال جنوب السودان كمثال على فشل هذا المشروع، ورأى أن استمرار سيطرة الحركة الإسلامية على المؤسسة العسكرية ومراكز القرار في بورتسودان سيطيل أمد الحرب.

اعتبر رئيس حركة تحرير السودان أن تصريحات قادة الجيش السوداني بشأن استعادة الخرطوم “لا تعني بالضرورة انتهاء الحرب”، مستدلاً بتجربة سابقة من تسعينيات القرن الماضي عندما اضطرت الحركة الإسلامية، رغم انتصارات عسكرية مؤقتة، إلى التفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق لاحقاً، وأضاف أن التصعيد العسكري الحالي سيؤدي إلى مزيد من التصعيد المضاد وإطالة أمد الصراع.

وفي سياق آخر، أوضح إدريس أن تشكيل “حكومة السلام والوحدة” يمثل خطوة رئيسية نحو تحقيق هدفين رئيسيين: توفير الخدمات الأساسية المفقودة مثل التعليم والصحة والخدمات المدنية، ومواجهة ما وصفه بمحاولات “الشرعية الزائفة” التي تسعى لفرضها السلطة القائمة في بورتسودان، وأكد أن الحكومة الجديدة ستعمل على إعادة تمثيل السودان سياسياً بشكل يعكس إرادة المواطنين ويضع حداً لمحاولات تقسيم البلاد.

لفت إدريس إلى أن الحركة الإسلامية لا تزال تؤثر بشكل كبير على قرارات المؤسسة العسكرية، رغم التصريحات العلنية لقادة الجيش، مضيفاً أن بقاء هذا التأثير يُعد من أبرز أسباب استمرار النزاع، وأوضح أن العناصر المرتبطة بالنظام السابق تستفيد من استمرار الحرب، وتسعى لإفشال أي مسار سياسي يقود إلى التحول الديمقراطي، وحول الأوضاع في مدينة الفاشر، أشار إدريس إلى أن مبادرات حماية المدنيين وإجلائهم كانت تهدف إلى تجنيب المدينة ويلات الحرب، لكنه اتهم بعض الفصائل المسلحة باستخدام المدنيين كدروع بشرية وتحويل مناطق سكنية إلى قواعد عسكرية.

ودعا إلى ضرورة توفير ممرات آمنة للمدنيين وتفادي استهدافهم في العمليات العسكرية الجارية، وفي ختام حديثه، أكد إدريس أن إعلان “حكومة السلام والوحدة” قد تأخر بسبب تعقيدات الواقع على الأرض، مشيراً إلى أن الحكومة ستُعلن في الوقت المناسب خدمة للشعب، ولوقف المخططات التي تهدف إلى تقسيم السودان.

Share This Article