أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، اليوم الخميس، أنها تمكنت بالتنسيق مع الجيش السوداني والقوات المساندة من تدمير المجموعة رقم (449) التابعة لقوات الدعم السريع بشكل كامل، وذلك خلال معارك عنيفة جرت على أطراف مدينة بارا بولاية شمال كردفان.
وبحسب البيان الصادر عن القوة المشتركة، فإن العملية العسكرية تأتي في إطار سلسلة من التحركات الميدانية التي تهدف إلى استعادة السيطرة على المدن والمواقع ذات الأهمية الاستراتيجية. وأكدت أن تدمير هذه المجموعة يعكس قدرة القوات المشتركة على إضعاف خصومها وفتح الطريق أمام مزيد من التقدم العسكري.
وأشار البيان إلى أن التطورات الأخيرة جعلت طريق التوجه نحو مدينة الفاشر أكثر وضوحًا، في ظل ما وصفه بالتقدم الميداني المتواصل. وتُعتبر الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، ذات أهمية استراتيجية وعسكرية بالغة، إذ تمثل مركزًا رئيسيًا للوجود العسكري والإداري، والسيطرة عليها يمكن أن يغير موازين القوى على الأرض.
يرى محللون أن المعارك في شمال كردفان تمثل مرحلة انتقالية في مسار النزاع، حيث تسعى الأطراف المتحاربة إلى تثبيت مواقعها في المدن المحورية. ويشير مراقبون إلى أن استعادة مناطق مثل بارا والتوجه نحو الفاشر قد يفتح الباب أمام إعادة تشكيل خريطة السيطرة في إقليمي كردفان ودارفور، بما يحمله ذلك من انعكاسات سياسية وعسكرية.
في المقابل، تثير هذه التطورات مخاوف متزايدة بشأن الوضع الإنساني، خاصة أن المعارك الدائرة بالقرب من المناطق السكنية تهدد حياة المدنيين وتؤدي إلى موجات نزوح جديدة. وتشدد منظمات حقوقية على ضرورة حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، تجنبًا لمزيد من التدهور في الأوضاع المعيشية.
بهذا التصعيد، يتواصل المشهد العسكري في السودان بين محاولات كل طرف لتحقيق مكاسب ميدانية، في ظل غياب حلول سياسية شاملة، ما يضع المدنيين في قلب الأزمة المستمرة.
