في لقاء رسمي عقد بالعاصمة القاهرة، اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان على دعم مبادرة الآلية الرباعية كإطار رئيسي لدفع مسار التسوية السياسية وإنهاء الحرب في السودان.
وأكد الجانبان أن الآلية – التي تضم الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر، والإمارات – تمثل المنصة الأنسب لتوحيد الجهود الدولية والإقليمية من أجل وقف القتال وإطلاق حوار وطني شامل يضمن استقرار البلاد ووحدة أراضيها.
من المقرر أن تعقد الآلية الرباعية اجتماعًا في واشنطن خلال أكتوبر الجاري لبحث مقترح هدنة تمتد لثلاثة أشهر، يليها مسار سياسي يستمر لتسعة أشهر، بمشاركة جميع الأطراف السودانية.
وتتضمن المبادرة أيضًا استبعاد أي دور للمجموعات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في صياغة مستقبل السودان.
لكن الحكومة السودانية كانت قد رفضت البيان الأخير للآلية، واعتبرته “غير منسجم مع الواقع الميداني” و”يتجاهل موازين القوى الداخلية”، في إشارة إلى استمرار الحرب وتوسع رقعة النزاع.
جاءت زيارة البرهان إلى القاهرة بدعوة رسمية، واستمرت ليوم واحد، أجرى خلالها مباحثات موسعة في قصر الاتحادية بحضور كبار المسؤولين من الجانبين، بينهم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات العامة اللواء حسن رشاد، ومن الجانب السوداني وزير الخارجية محيي الدين سالم أحمد ومدير المخابرات الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
ووفقًا للمتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي، تناولت المباحثات “سبل وقف العمليات القتالية، وتثبيت الهدنة، ودعم الجهود الإنسانية”، مؤكدًا أن القاهرة تتمسك بـ وحدة السودان واستقلال قراره الوطني، وترفض “أي محاولات لإنشاء كيانات موازية للحكومة الشرعي.
المحادثات شملت أيضًا قضية مياه النيل وسد النهضة الإثيوبي، حيث أكد الطرفان رفضهما لأي إجراءات أحادية تتخذها إثيوبيا على النيل الأزرق دون اتفاق مسبق.
وشدد البرهان على “تطابق كامل في المواقف” بين الخرطوم والقاهرة، مشيرًا إلى أن مصالح البلدين المائية متداخلة وتتطلب تنسيقًا مستمرًا لحماية الحقوق التاريخية لكلا الطرفين.
واتفق الرئيسان على تعزيز آليات التشاور الفني والدبلوماسي في مواجهة التطورات الإقليمية المتعلقة بالمشروع الإثيوبي.
تطرقت المباحثات أيضًا إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في دارفور، خاصة في مدينة الفاشر التي تخضع لحصار من قوات الدعم السريع.
وأوضح وزير الخارجية السوداني أن الجانب المصري أبدى اهتمامًا كبيرًا بالأزمة الإنسانية، داعيًا إلى تسهيل وصول المساعدات وتكثيف التنسيق بين القاهرة والمنظمات الدولية.
وأشار إلى أن اللقاء عكس “توافقًا كاملًا في الرؤى بين البلدين”، خاصة بعد التحركات الأمريكية الأخيرة لوقف الحرب في غزة، والتي اعتبرها الطرفان “فرصة لإحياء مسار السلام في السودان والمنطقة بأسرها”.
أكدت القمة على تجديد الشراكة المصرية – السودانية في دعم جهود السلام، ورفض أي تدخل خارجي يهدد وحدة السودان، مع التزام مشترك بـ:
- دعم مبادرة الرباعية الدولية.
- تعزيز التنسيق بشأن سد النهضة.
- التعاون في القضايا الإنسانية العاجلة.
- السعي لعودة الاستقرار السياسي والأمني في السودان.