أعلنت وزارة الصحة الاتحادية في السودان عن تحقيق تقدم ملحوظ في حملات التطعيم ضد الكوليرا والحصبة والحصبة الألمانية، رغم التحديات الكبيرة التي يفرضها النزاع المسلح وأوضاع النزوح الواسعة.
في ولاية الخرطوم، بلغ عدد الذين تلقوا لقاح الكوليرا 641,851 شخصاً في محليات بحري، كرري، وأمبدة، من أصل أكثر من 1.2 مليون شخص مستهدفين من الفئة العمرية فوق العام الواحد.
أما في ولاية الجزيرة، فقد وصلت نسبة التغطية بالتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية إلى مستويات متقدمة، حيث حصل نحو 1,031,476 شخصاً على اللقاح في أربع محليات (مدني الكبرى، الحصاحيصا، الكاملين، وشرق الجزيرة)، من إجمالي مستهدف يقدر بـ 1,338,906 شخصاً تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر وخمسة عشر عاماً. ولضمان الوصول إلى العدد المستهدف، تقرر تمديد الحملة ليوم إضافي حتى الأحد.
الغرفة الاتحادية المشرفة على الحملات استعرضت في اجتماع مساء السبت تقارير ميدانية شاملة حول أداء الفرق الصحية، التغطية الجغرافية، أنشطة تعزيز الصحة، وموقف الإمداد. كما جرى التأكيد على متابعة أي آثار جانبية محتملة للقاحات، مع استمرار مراقبة حالات الإصابة بالكوليرا والحصبة والحصبة الألمانية للتعامل الفوري مع أي تطورات.
وجددت الغرفة الاتحادية مناشدتها للأسر وقادة المجتمع المحلي بضرورة الإقبال على التطعيم، مشددة على أهمية حماية الأطفال وتعزيز المناعة المجتمعية للحد من انتشار الأمراض المعدية، خاصة في ظل تراجع الخدمات الوقائية نتيجة الظروف الأمنية والإنسانية.
تأتي هذه الجهود في وقت يعاني فيه السودان من أزمة صحية متفاقمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي أدت إلى تعطيل واسع في الخدمات الطبية وتراجع أنظمة الوقاية. وتشير تقارير إلى موجات متكررة من تفشي الكوليرا أدت إلى عشرات الوفيات، إضافة إلى آلاف الإصابات بالحصبة والحصبة الألمانية بين الأطفال.
تُعد ولايتا الخرطوم والجزيرة من أكثر المناطق عرضة لانتشار الأوبئة بسبب الكثافة السكانية العالية والنزوح المستمر من مناطق النزاع. هذه الأوضاع تزيد من تعقيد المشهد الصحي وتضع عبئاً إضافياً على السلطات الصحية في تنفيذ الحملات والوصول إلى الفئات المستهدفة. وفي ظل هذه الظروف، تبرز حملات التطعيم كأداة أساسية لمواجهة التدهور الصحي، مع دعوات متزايدة لتعزيز الدعم الدولي والإنساني للسودان.
