شهدت العاصمة السودانية الخرطوم خلال الفترة الماضية إغلاق العديد من شوارعها الرئيسية جراء تراكم الأنقاض الناتجة عن الحرب الدائرة، الأمر الذي صعّب على العائلات الوصول إلى الأسواق، المدارس، والمستشفيات، وزاد من معاناة المواطنين في حياتهم اليومية.
وفي هذا السياق، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان عن إطلاق مبادرة “النقد مقابل العمل”، التي تهدف إلى إشراك المواطنين في جهود إزالة الركام وفتح الطرق الحيوية. وذكر البرنامج في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” أن ما يقارب 1,400 شخص يشاركون حالياً في هذه المبادرة، حيث يحصل المشاركون على دخل يساعدهم في تلبية احتياجاتهم المعيشية، مقابل مساهمتهم في إعادة الحركة والحياة إلى مجتمعاتهم.
وتسعى المبادرة إلى تحقيق هدف مزدوج، يتمثل في التخفيف من الضغوط الاقتصادية التي يواجهها المواطنون من خلال توفير فرص عمل مؤقتة، وفي الوقت ذاته المساهمة في تحسين البيئة الحضرية وإعادة فتح الشوارع المغلقة. ويرى مراقبون أن مثل هذه الجهود تعكس أهمية العمل الجماعي في تجاوز آثار الحرب، خاصة في ظل استمرار التحديات الإنسانية والخدمية.
وأكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن استمرار مثل هذه الأنشطة يمثل خطوة أساسية نحو إعادة الخدمات الأساسية والحياة الطبيعية في الخرطوم، مشيراً إلى أن التعاون بين المجتمع المحلي والجهات الدولية يمكن أن يكون مدخلاً لتخفيف معاناة المدنيين في هذه المرحلة الحرجة.