في أحدث جولات التصعيد العسكري بإقليم دارفور، أعلنت القوات المسلحة السودانية عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت قدرات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع، قالت إنها تمثل تهديداً مباشراً لسير العمليات العسكرية في المنطقة.
وبحسب بيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة المتمركزة في مدينة الفاشر، فإن القوات نفذت هجوماً دقيقاً على موقع في منطقة شنقل طوباي، أسفر عن تدمير منظومة تشويش إلكتروني متكاملة كانت قد وصلت من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، بكامل طاقمها الفني. كما أوضح البيان أن العملية شملت أيضاً تدمير منصة هاون من عيار 120 ملم، إلى جانب تحييد عدد من المركبات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع على أطراف المدينة.
يرى مراقبون أن استهداف منظومة التشويش يحمل دلالات استراتيجية، إذ أن هذه الأنظمة تُستخدم للتأثير على الاتصالات العسكرية وتعطيل أنظمة الرصد والاستطلاع. وبذلك، فإن تدميرها يمثل مكسباً ميدانياً للجيش في ساحة قتال تعتمد بشكل متزايد على الوسائل التقنية. أما منصة الهاون، فتعد من الأسلحة الأكثر استخداماً في المعارك الحضرية وحول المدن، نظراً لقدرتها على إحداث خسائر في المواقع المحصنة.
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد متواصل للعمليات العسكرية في دارفور، حيث يسعى كل من الجيش وقوات الدعم السريع إلى فرض السيطرة على مواقع ذات أهمية استراتيجية، خصوصاً في محيط مدينة الفاشر التي تشهد منذ أشهر مواجهات متقطعة. ويعتبر مراقبون أن السيطرة على هذه المواقع قد تحدد مسار العمليات المقبلة في الإقليم.
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من قوات الدعم السريع حول إعلان الجيش، في وقت تشير فيه التقارير الميدانية إلى استمرار المواجهات في مناطق متعددة من شمال وغرب دارفور.
تجدد العمليات العسكرية في دارفور يثير قلقاً واسعاً بشأن الأوضاع الإنسانية، إذ يعاني المدنيون في المنطقة من تداعيات مباشرة تتمثل في النزوح، وانقطاع الخدمات الأساسية، وصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية. المنظمات الإنسانية حذرت مراراً من أن استمرار القتال دون هدنة إنسانية يضاعف المخاطر على السكان المحليين.
يعكس هذا الإعلان من الجيش السوداني استمرار حالة الشد والجذب العسكري بينه وبين قوات الدعم السريع، ويشير إلى أن دارفور ستبقى خلال الفترة المقبلة واحدة من أكثر مسارح الصراع سخونة في السودان، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية وإنسانية وأمنية بالغة التعقيد.