البرهان يتجول في بورتسودان وسط إجراءات أمنية ورسائل سياسية في ظل تصاعد الانقسام

2 Min Read

في مشهد يحمل دلالات سياسية وأمنية واضحة، أجرى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، جولة ميدانية في شوارع مدينة بورتسودان، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف للقوات النظامية. وظهر البرهان محاطًا بوحدات عسكرية وحراسات خاصة، بينما كان التفاعل الشعبي محدودًا، في مدينة باتت تمثّل المقر الإداري البديل للحكومة منذ خروجها من الخرطوم عقب اندلاع الحرب في أبريل 2023.

زيارة البرهان حملت في طياتها رسائل رمزية واضحة، تمثلت في التأكيد على استمرارية دور الدولة ومؤسساتها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، خصوصًا بورتسودان، التي تحولت تدريجيًا إلى المركز الإداري للحكومة الانتقالية. وتأتي هذه الجولة بعد سلسلة من الأنشطة السياسية والعسكرية التي قادها البرهان خلال الأسابيع الماضية، شملت تفقد مواقع عسكرية في الخرطوم وكردفان، ومتابعة العمليات الميدانية، إلى جانب إصدار قرارات تتعلق بإخلاء العاصمة من التشكيلات المسلحة خلال فترة زمنية محددة.

تشهد السودان حالة من الانقسام السياسي الحاد، في ظل الحرب المستمرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023. وقد أفرزت هذه الحرب واقعًا سياسياً جديداً، حيث أعلن تحالف السودان التأسيسي مؤخراً تشكيل حكومة انتقالية موازية في المناطق التي يسيطر عليها، ما يزيد من تعقيدات المشهد السياسي.

زيارة البرهان إلى بورتسودان تأتي في وقت تتصاعد فيه هذه التوترات، وتواجه حكومة كامل إدريس تحديات متزايدة تتعلق بـالشرعية السياسية والسيطرة الميدانية، وسط انقسامات داخلية وتجاذبات إقليمية ودولية بشأن مستقبل الحكم في السودان.

تُعد تحركات البرهان الأخيرة جزءاً مما يُعتقد أنها استراتيجية تهدف إلى إعادة ترسيخ حضور الدولة في مناطق نفوذ الجيش، وإعادة ترتيب المشهد الإداري والعسكري تمهيداً لعودة الحكومة إلى الخرطوم. ومع أن هذه الجولة لم تتضمّن خطابًا علنيًا مباشراً، إلا أن الرسائل كانت واضحة من حيث الظهور الميداني في لحظة سياسية حساسة، ومحاولة إظهار نوع من الاستقرار الإداري والعسكري، في مواجهة التصعيد السياسي والعسكري من الطرف الآخر.

ورغم الزخم الإعلامي الذي رافق زيارة البرهان، لاحظ مراقبون أن التفاعل الشعبي كان محدودًا نسبياً، ما يُثير تساؤلات حول مدى تأييد الشارع المحلي للتحركات الحكومية، في ظل تدهور الخدمات الأساسية ومعاناة المواطنين من الأزمات الاقتصادية والإنسانية.

Share This Article