باشرت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان مهامها الجديدة بقيادة السفير ولفرام فيتر، الذي تولى منصب القائم بالأعمال ورئيس البعثة، ويباشر مهامه حاليًا من العاصمة المصرية القاهرة نتيجة للظروف الأمنية المتدهورة داخل السودان.
وأكد السفير في تصريحاته أن وجود البعثة في القاهرة لا يغيّر من طبيعة مهامها، بل يعكس إصرار الاتحاد الأوروبي على مواصلة دعمه للشعب السوداني رغم التحديات الميدانية والإنسانية التي تمر بها البلاد.
جدد السفير فيتر التزام الاتحاد الأوروبي بدعم السودان في سعيه نحو السلام، والحرية، والعدالة، مؤكدًا استمرار تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية في قطاعات الغذاء والتعليم والصحة والمناخ.
وقال إن الاتحاد ينظر إلى السودان باعتباره شريكًا محوريًا في المنطقة، وأن برامجه الحالية والمستقبلية تهدف إلى تحسين حياة السكان وتعزيز التنمية المستدامة بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
شدد السفير على أن الحوار الشامل مع جميع مكونات المجتمع السوداني يمثل أولوية في عمل البعثة خلال المرحلة المقبلة، مع تركيز خاص على فئتي الشباب والنساء، باعتبارهما الأساس في إعادة بناء السودان.
وأشار إلى أن التنوع الإثني والثقافي والديني في السودان هو مصدر قوة يمكن استثماره لتحقيق الاستقرار والتقدم، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يرى في هذا التنوع عنصرًا داعمًا للوحدة الوطنية والتنمية.
في رسالة رسمية، عبّر السفير فيتر عن فخره بتولي المهمة في فترة الحرب والأزمة الإنسانية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي كان ولا يزال شريكًا فاعلًا في دعم السودان منذ اندلاع النزاع في عام 2023.
وأوضح أن الدول الأوروبية وشعوبها تقف إلى جانب السودان من خلال الدعم الإنساني والمبادرات السياسية الهادفة إلى تحقيق تسوية شاملة تعيد للبلاد استقرارها.
بيّن السفير أن بعثة الاتحاد الأوروبي ستركز على مشاريع ملموسة تشمل:
- دعم الأمن الغذائي ومكافحة الفقر.
- تعزيز التعليم والرعاية الصحية.
- برامج بناء القدرات ومواجهة تغير المناخ.
وأوضح أن الهدف هو تحقيق نتائج ميدانية مباشرة تُسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين معيشة السكان، ضمن رؤية أوروبية شاملة لإعادة بناء السودان.
اختتم السفير فيتر تصريحاته بالإشادة بـ التنوع الثقافي والعرقي والديني في السودان، مؤكدًا أن هذا التنوع يمنح البلاد قيمة فريدة في القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن الموقع الجيوستراتيجي للسودان على البحر الأحمر يجعله شريكًا لا غنى عنه لأوروبا في قضايا الأمن الإقليمي والتجارة الدولية، مشيدًا كذلك بدور الجالية السودانية في أوروبا التي وصفها بأنها “جسر حضاري وإنساني بين الشعبين”.