شهدت أسواق الذهب في السودان، اليوم، ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، ما أثار اهتمامًا واسعًا لدى المستثمرين والمواطنين على حد سواء، في وقت يشهد فيه الاقتصاد السوداني تحديات متزايدة وتراجعًا في قيمة العملة الوطنية. ويُنظر إلى المعدن النفيس كأحد أبرز الملاذات الآمنة للتحوط من التضخم والتقلبات النقدية.
وبحسب بيانات السوق، بلغ سعر أونصة الذهب 3,371.96 دولار، محققًا زيادة قدرها 33.13 دولار مقارنة بالتسعيرة السابقة. ويعكس هذا الارتفاع تأثر السوق المحلي بالتقلبات العالمية، سواء في أسعار الصرف أو في حجم الطلب على الذهب عالميًا.
شهدت مختلف أعيرة الذهب زيادات متفاوتة، حيث واصل عيار 24 تسجيل أعلى سعر في الأسواق السودانية مدفوعًا بزيادة الطلب العالمي وتراجع المعروض، بينما احتفظ عيار 21 بمكانته كالأكثر تداولًا بين المواطنين نظرًا لملاءمته لاحتياجات السوق المحلية. كما ارتفعت أسعار الأعيرة الأخرى مثل عيار 18 وعيار 22 بنسب متفاوتة، متأثرة بالطلب المحلي والاتجاهات العالمية.
يرى مراقبون أن توجه المواطنين نحو شراء الذهب يعكس غياب الثقة في استقرار الجنيه السوداني واستمرار تآكل القدرة الشرائية. ويُرجّح أن يظل الذهب الخيار الأول لحفظ القيمة في ظل التضخم المتصاعد، وتذبذب أسعار العملات الأجنبية، وتراجع فعالية السياسات النقدية في ضبط الأسواق.
توقع خبراء اقتصاديون أن يستمر الذهب في تسجيل تذبذبات خلال الأيام المقبلة، نتيجة ارتباطه المباشر بالتقلبات العالمية في أسعار الدولار والفائدة، إلى جانب العوامل الداخلية مثل ضعف السيولة وتراجع النشاط الاقتصادي. وأشاروا إلى أن استمرار الحرب وزيادة الإنفاق الحكومي على الجوانب العسكرية واللوجستية يدفع الأفراد والمستثمرين إلى البحث عن بدائل آمنة لحماية مدخراتهم.
