أماني الطويل: زيارة البرهان إلى القاهرة تفتح بابًا جديدًا لإنهاء حرب السودان

3 Min Read

في تحليل سياسي جديد، اعتبرت الدكتورة أماني الطويل، الباحثة في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة تمثل منعطفًا مهمًا في مسار الأزمة السودانية، وقد تفتح الباب أمام جهود إقليمية جديدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

توقعت الطويل أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدًا من الانقسامات داخل صفوف قوات الدعم السريع، لصالح الجيش السوداني، مشيرة إلى أن المكونات العسكرية والسياسية المنضوية تحت تحالف “تأسيس” بدأت تدرك طبيعة توازنات القوى الجديدة في البلاد، ما سيدفعها إلى إعادة تموضعها السياسي والعسكري وفقًا للتطورات الميدانية والإقليمية.

وأضافت أن هذه التحولات المحتملة تأتي في ظل تغيرات إقليمية ودولية متسارعة، أبرزها تزايد الدعم الدولي لمصر، وهو ما قد يدفع داعمي قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” إلى مراجعة مواقفهم السياسية والعسكرية خلال الفترة المقبلة.

ورغم أن الطويل لم تستبعد إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قريبًا، إلا أنها أكدت أن الطريق نحو تسوية سياسية شاملة لا يزال طويلاً ومعقداً، ويتطلب إرادة حقيقية من جميع الأطراف.

وفي السياق ذاته، تناولت الصحفية المصرية سمر إبراهيم التطورات الأخيرة، مشيرة إلى أن زيارة البرهان إلى القاهرة تمثل نقطة تحول في الجهود المصرية لإنهاء الحرب في السودان، خاصة في ظل التنسيق المتزايد بين القاهرة وواشنطن.

ونقلت إبراهيم عن وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم قوله إن هناك تطابقاً في وجهات النظر بين الرئيسين المصري والسوداني حول سبل إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي نجحت في وقف القتال في غزة خلقت مناخاً إيجابياً يمكن البناء عليه لتحقيق السلام في السودان.

وأكدت أن مصر تعمل بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لتحقيق اختراق دبلوماسي في ملفات إقليمية معقدة، من بينها أزمة سد النهضة والنزاع السوداني، مشددة على أن اجتماع الآلية الرباعية المرتقب سيكون محورياً في رسم ملامح المرحلة السياسية المقبلة.

من جانبه، حذر الصحفي السوداني عثمان ميرغني من أن استجابة الحكومة السودانية للآلية الرباعية قد تكون خطوة تكتيكية مؤقتة تهدف إلى كسب الوقت دون رؤية استراتيجية واضحة.
وفي مقال له، أشار إلى أن هذا النهج قد يؤدي إلى تعميق عزلة السودان الدولية وفقدان ثقة بعض الحلفاء الإقليميين، مشدداً على أن الاجتماع المرتقب في واشنطن لا يمنح الخرطوم مساحة واسعة للمناورة.

ودعا ميرغني الحكومة السودانية إلى طرح مبادرة خماسية بديلة تُبنى على مصالح الشعب السوداني أولاً، بدلاً من الارتهان للمبادرات الخارجية، مؤكداً أن على السودان أن يقود بنفسه مسار الحلول السياسية، لا أن يُقاد من الخارج.

تشير تحليلات المراقبين إلى أن زيارة البرهان إلى القاهرة قد تمثل محاولة لإعادة تموضع السودان على الساحة الإقليمية والدولية، وسط تحولات سياسية ودبلوماسية متسارعة. وبينما تراهن القاهرة على إمكانية تحقيق اختراق في الملف السوداني، تبقى نتائج هذه الجهود رهناً بقدرة الأطراف السودانية على توحيد الرؤى وإرادة المجتمع الدولي في دعم مسار سلام مستدام.

Share This Article