عبد الله عيسى كتر عابد
الجيش السوداني منذ تأسيسه من قبل المستعمر وسُمي جزافاً “حماة السودان”، لم يوجه بنادقه إلا لبني جلدته ومواطنه وأصبح بيدقاً حامياً لكل الأنظمة الشمولية والدكتاتورية، مما جعل قياداته من الصف الأول منغمسين في السياسة واقتصاديات السوق، وعليه أصبح أماً كشافاً في ولادتها للمليشيات.
هذه الحرب الدائرة كشفت فضائح الجيش الذي يستهدف الناس على أساس العرق أكثر من كل حقب الحروب الأهلية، والمؤسف حقاً أن هذه الحرب يومياً تفضح الجيش أكثر وتبين جلياً عنصريته تجاه الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى الانتماء الاجتماعي والجهوي فقط.
اعتقال الناس على أساس عرقي في ولايات القضارف وسنار والنيل الأبيض دون مسوغ قانوني ولا أدنى شبهة بقدر ما ذنبهم العرق والجهة. هذا الأمر سيفقد تعاطف بعض الناس مع الجيش ويؤكد فعلاً أن هذه الحرب في أيدي تريد تدمير الوطن هي الماسكة زمام أمورها، وهذا الفعل يؤسس لحرب أهلية، لأن هذا الأسلوب يزيد الكراهية والاحتقان الجهوي والاجتماعي. بالأمس تم اعتقال الدكتور عبد الرحيم موسى حسين، وهو عميد كلية القانون بجامعة الجنينة، لا ذنب له سوى أنه ينحدر من ولاية شرق دارفور، ولم يكن وحده، فهنالك مجموعة من المعتقلين من ولاية القضارف أو سنار على أساس العرق والجهة واللون وهذا ينافي القانون الدولي.
ثمة أسئلة تعج في ذاكرتي:
هل هذه الاعتقالات لها مسوغ قانوني أم تعتبر فقدان بوصلة؟
هل يستحق هذا الجيش التعاطف معه بهذه الطريقة، ألم يكن هو الذي يثير الكراهية الاجتماعية والجهوية؟
ما ذنب هؤلاء الأبرياء، هل الجهة والعرق جريمة لكي يعتقل صاحبها؟
لماذا الجيش لم يعتقل ذوي عبد الغفار الشريف وطه عثمان، ألم يكونا الساعد الأيمن لحميدتي؟
أين الحقوقيون والوطنيون من هذه الاعتقالات التعسفية؟