في الآونة الأخيرة، تصاعدت المخاوف في السودان بشأن تأثير النشاط الزلزالي في إثيوبيا على سلامة سد النهضة. يأتي ذلك بعد تسجيل عدة زلازل في مناطق قريبة من موقع السد، مما أثار تساؤلات حول مدى قدرة السد على تحمل هذه الهزات الأرضية.
في 4 يناير 2025، ضرب زلزال بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر منطقة تبعد حوالي 102 كيلومتر عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. أدى ذلك إلى إجلاء السكان المحليين وظهور تصدعات في بعض الطرق.
على الرغم من هذه المخاوف، أكد خبراء جيولوجيون أن منطقة سد النهضة تبعد حوالي 500 كيلومتر عن مواقع النشاط الزلزالي، مما يقلل من احتمالية تأثر السد بهذه الهزات. وأشار الدكتور عثمان التوم، وزير الري والموارد المائية الأسبق في السودان، إلى أن الدراسات العلمية أظهرت أن المنطقة التي يقع فيها السد تتمتع بثبات جيولوجي ولم تشهد أي نشاط زلزالي ملموس منذ أكثر من 50 عامًا.
مع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بين المواطنين السودانيين من احتمال انهيار السد وتأثير ذلك على المناطق المحاذية لنهر النيل في السودان. يُذكر أن سد النهضة يُعتبر من أكبر المشاريع المائية في المنطقة، وتُثار حوله تساؤلات مستمرة بشأن تأثيراته البيئية والجيولوجية على دول المصب.
في هذا السياق، دعت الجهات المختصة إلى ضرورة إجراء دراسات مستفيضة لضمان سلامة السد ومراجعة معايير الأمان المتبعة في بنائه، خاصة في ظل النشاط الزلزالي المتزايد في المنطقة.
