نفت وزارة الخارجية السودانية، يوم الأربعاء، وجود عراقيل من قبل الحكومة أمام وصول الإغاثة، مشيرة إلى أن أذونات حركة العاملين في المجال الإنساني تهدف إلى حمايتهم.
وطلبت السلطات السودانية من وفد للبعثة المشتركة لوكالات الأمم المتحدة، برئاسة نائب منسق الشؤون الإنسانية طوبي هاورود، مغادرة البلاد، ومنعته من زيارة منطقتي جنوب وشرق دارفور بعد زيارته لولاية غرب دارفور.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان لها، إنه “لا أساس لما تزعمه الدول الغربية بشأن تعطيل تأشيرات الدخول وأذونات الحركة، حيث تم الاستجابة لأكثر من 90% من طلبات الدخول، بينما أذونات الحركة تهدف إلى حماية العاملين في المجال الإنساني نظراً لمسؤولية الحكومة عن سلامتهم”.
كما انتقدت الوزارة الاتهامات الغربية بأن الجيش والحكومة يعيقان المساعدات الإنسانية، مؤكدة أنها تفتقر إلى الأساس “ولا يمكن فهمها إلا كمحاولة للتقليل من أثر استخدام قوات الدعم السريع سلاح التجويع في حربها على الشعب السوداني”.
وفي 18 أكتوبر الجاري، أصدرت المفوضية الأوروبية وفرنسا وكندا وألمانيا وأيرلندا وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بياناً مشتركاً، جاء فيه أن العقبات المصممة لتعطيل تسليم المساعدات، مثل إصدار التأشيرات وتصاريح السفر، تمنع تقديم الإغاثة.
وطالب البيان الحكومة السودانية بضرورة التعاون مع الجهات الفاعلة الإنسانية، بما يتيح لها تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً بشكل مستقل ودون عوائق.
كما ذكرت الدول الغربية أن العوائق البيروقراطية التي تفرضها مفوضية العون الإنساني والوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية التابعة لقوات الدعم السريع تعيق تقديم المساعدات بالقدر المطلوب.
وأعربت وزارة الخارجية عن أسفها لمساواة دول الغرب بين مفوضية العون الإنساني الحكومية و”كيان وهمي يتبع للمليشيات” تستخدمه كغطاء لجرائمها، مثلما تستغل شعارات وكالات الأمم المتحدة لتحقيق نفس الأغراض، دون أن يقابل ذلك بموقف حازم من الدول الغربية.
وانتقدت الوزارة دعوة المنظمات للعمل بشكل مستقل وبمعزل عن الأجهزة الحكومية، “حيث لا يوجد سابقة لذلك في تاريخ العمل الإنساني، إلا إذا كان القصد هو إضعاف سلطة الدولة كمدخل لفرض حالة انعدام الدولة في السودان”.
وأشارت إلى أن الدول الغربية تتجاهل موافقة الحكومة على فتح 6 مطارات و7 معابر برية لوصول المساعدات، بينما تختزل مسألة دخول الإغاثة في فتح معبر واحد ظل نقطة دخول للأسلحة والعتاد إلى الدعم السريع لاستخدامها في ارتكاب المجازر ضد المدنيين وتجويعهم.
وأضافت: “تجاهل البيان المشترك النسبة البائسة لتنفيذ تعهدات المساعدات من نفس الدول، حتى في ظل معبر أدري، وكذلك انتشار الجوع في مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد”.
وتقول الحكومة إن معبر أدري الذي يربط السودان بتشاد يُستخدم لإمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة والعتاد الحربي، لكنها وافقت على فتحه تحت الضغوط الدولية لمرور الإغاثة لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من 15 أغسطس الماضي.