اندلعت في العاصمة جوبا بجنوب السودان، مساء الخميس، مواجهات عنيفة عندما حاولت قوات الأمن التابعة للجيش النظامي القبض على رئيس جهاز الأمن الوطني السابق، الجنرال أكول كور كوك، وفقًا لمصادر مطلعة. وفي أكتوبر الماضي، أقال رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، أكول كور من منصبه، وعين مكانه أحد حلفائه المقربين.
وجاءت إقالة كور كوك، الذي تولى إدارة مكتب الأمن الداخلي المثير للجدل منذ انفصال جنوب السودان عن السودان عام 2011، عقب أسابيع من إعلان الحكومة الانتقالية تأجيل الانتخابات وتمديد الفترة الانتقالية.
تصاعدت التوترات بشكل كبير عندما أصدر رئيس المخابرات العسكرية، الجنرال مارشال ستيفن، أوامر بالقبض على أكول كور، الذي وُجهت إليه اتهامات بالتخطيط لانقلاب للإطاحة بالرئيس سلفا كير ميارديت.
بحسب مصادر مقربة من رئيس المخابرات، فإن قرار اعتقال أكول كور وعزله بالكامل صدر مباشرة من الرئيس سلفا كير في نفس اليوم. وكشف الجنرال أن الجيش مستعد لاستخدام القوة إذا قاوم أكول كور تنفيذ الأمر.
بدأ إطلاق النار حوالي الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي واستمر لأكثر من ساعة قبل أن يعم الهدوء المدينة، إلا أن الاشتباكات تجددت في وقت متأخر من الليل.
وفي بيان صادر عن إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة، ذكرت أن “حادثة إطلاق النار حول المنطقة المحيطة بفندق منتجع نيمولي في تونغبين كانت مرتبطة بمحاولة اعتقال المدير العام السابق لجهاز الأمن الوطني”.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم الجيش في تصريحات لراديو مرايا أن إطلاق النار الكثيف، الذي أثار الذعر بين سكان جوبا، كان نتيجة “سوء فهم” بين القوات المكلفة بحراسة مقر إقامة الجنرال أكول كور، الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ إقالته.
وأشار الجنرال لول إلى أن القوات المسؤولة عن المقر قُسمت إلى وحدتين: الأولى للحماية الداخلية والثانية للحماية الخارجية. وأدى خلاف بينهما إلى اندلاع المواجهات المسلحة العنيفة لأسباب لا تزال غير واضحة.
وأضاف الجنرال كوانغ أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة جنديين بجروح، قبل أن يتدخل رئيس الأركان العام (CDF) لتهدئة الأوضاع. ودعا الجنرال لول سكان جوبا إلى التزام الهدوء وتجنب الذعر.
في أكتوبر الماضي، أصدر الرئيس سلفا كير مرسومًا أقال فيه الجنرال أكول كور كوك من منصبه كمدير لمكتب الأمن الداخلي لجهاز الأمن الوطني بعد سنوات طويلة من الخدمة.
وبث التلفزيون الحكومي مرسومًا آخر أعلن فيه تعيين أكيج تونق أليو مديرًا جديدًا لمكتب الأمن الداخلي. لكن رغم إعادة تعيين أكول كور كحاكم لولاية واراب، يبدو أنه رفض تولي المنصب الجديد.