مناوي يطالب بتحرك عاجل لفك الحصار عن الفاشر ويدعو إلى تدخل دولي فوري

3 Min Read

في تصعيد جديد للأزمة الإنسانية المتفاقمة في شمال دارفور، دعا مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، إلى تحرك عاجل لفك الحصار عن مدينة الفاشر، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف ما وصفه بـ“الإبادة الجماعية” التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين.

جاءت تصريحات مناوي خلال فعالية اليوم المفتوح لمناصرة الفاشر، حيث أكد أن الجرائم والانتهاكات التي تشهدها المدينة “لا مثيل لها في القرن الحادي والعشرين”، مشيرًا إلى أن استهداف المدنيين والنساء والأطفال يتم بطريقة ممنهجة ومنظمة، في خرق واضح لكل القوانين الدولية والإنسانية.

قال مناوي إن قوات الدعم السريع استهدفت تجمعات المدنيين بشكل مباشر، مستشهدًا بمجزرتين مروعتين هما مجزرة الجامع التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، ومجزرة دار الأرقم التي سقط خلالها العشرات معظمهم من النساء والأطفال.
وأضاف أن هذه الهجمات “تُظهر نمطًا واضحًا من العنف الممنهج ضد السكان المدنيين”، مؤكدًا أن الفاشر أصبحت اليوم مسرحًا لانتهاكات جسيمة تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.
كما وجّه مناوي رسالة إلى أهالي المدينة، أشاد فيها بصمودهم رغم الحصار والجوع والدمار، مؤكدًا أن “صبرهم وشجاعتهم ستُسجَّلان في التاريخ، وأن الدعم قادم إليهم رغم كل الصعوبات.”

في موازاة تصريحات مناوي، كشفت مفوضية العون الإنساني بشمال دارفور عن تدهور مأساوي للوضع الإنساني في مدينة الفاشر، معلنة عن وفاة 229 شخصًا بسبب الجوع منذ أواخر أغسطس الماضي، بينهم 171 طفلًا و58 من كبار السن.
وأشارت المفوضية في تقريرها إلى أن إجمالي عدد القتلى في المدينة بلغ 675 شخصًا منذ بدء الحصار، فيما بلغ عدد الجرحى 1,464، معظمهم من النساء والأطفال، نتيجة القصف العشوائي والمعارك المستمرة.

ويعيش حاليًا داخل المدينة نحو 74 ألف شخص، من بينهم 38 ألف طفل، في ظروف توصف بأنها كارثية، حيث يعتمد معظم السكان على تناول “الأمباز” (بقايا طحن الفول السوداني) كمصدر غذائي رئيسي بعد نفاد المواد الأساسية.

ووفق التقرير ذاته، لا تزال ستة مطابخ خيرية فقط تعمل بانتظام لتوفير الطعام، في حين توقفت 15 مطبخًا آخر عن العمل جزئيًا بسبب نقص التمويل والتهديدات الأمنية.
كما حذّرت المفوضية من أن المنظومة الصحية على وشك الانهيار، إذ تواجه المراكز الطبية المتبقية نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط انقطاع شبه تام للإمدادات بسبب استمرار الحصار.

ودعت المفوضية إلى إسقاط مساعدات غذائية عبر الجو وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإمدادات وإجلاء المصابين، مؤكدة أن استمرار الوضع الحالي ينذر بـ“كارثة إنسانية غير مسبوقة” في إقليم دارفور.

طالب مناوي المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يحدث في الفاشر، داعيًا إلى تفعيل آليات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لضمان حماية المدنيين وفرض وقف فوري لإطلاق النار.
كما شدد على أن السكوت الدولي على ما يجري يُعد تواطؤًا بالصمت، داعيًا إلى إرسال بعثة إنسانية عاجلة لتقييم الأوضاع ميدانيًا وإيصال الإغاثة إلى عشرات الآلاف المحاصرين في المدينة.

Share This Article