يواصل الاقتصاد السوداني تراجعه الحاد، إذ تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء حاجز 3700 جنيه سوداني في السوق الموازي، مسجلاً زيادة تفوق 560% منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ويأتي ذلك وسط مؤشرات على انهيار نقدي شامل وفقدان الثقة في النظام المالي، بحسب تقارير من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة الأزمات الدولية.
أشارت تقارير اقتصادية حديثة إلى أن السودان يشهد انكماشًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 18% خلال عام واحد، بينما تجاوز معدل التضخم 400%. وتوقفت قطاعات الزراعة والصناعة في معظم مناطق البلاد، في وقتٍ أصبحت فيه 80% من المعاملات التجارية تتم بالدولار أو عبر المقايضة نتيجة فقدان الجنيه السوداني لوظيفته كعملة.
ووفقًا للبنك الدولي، أدى استمرار الحرب إلى انهيار الإيرادات العامة وتراجع الصادرات والواردات بشكل كبير، بينما ارتفعت معدلات الفقر إلى أكثر من 70% من السكان، والبطالة إلى نحو 47%. كما انخفضت الدخول بنسبة 42% في ظل غياب أدوات نقدية فعالة أو قدرة حكومية على ضبط السوق.
هذا الواقع خلق اقتصادًا موازيًا تديره شبكات غير رسمية من تجار الحرب والوسطاء خارج سلطة الدولة، ما زاد من تعقيد الأزمة الاقتصادية.
حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن استمرار الحرب وتوسع التدخلات الخارجية قد يدفع السودان نحو تفكك اقتصادي كامل خلال الأشهر المقبلة. ويتوقع خبراء أن يتجاوز الدولار حاجز 5000 جنيه خلال النصف الأول من عام 2026، خاصة مع استمرار طباعة النقود لتمويل العجز وتهريب الذهب والنقد الأجنبي إلى الخارج.
يرى محللون أن ما يجري لم يعد مجرد تراجع في قيمة الجنيه السوداني، بل هو تفكك وظيفي للعملة الوطنية وتحولها إلى أداة رمزية في سوق لا يخضع لأي سلطة مركزية. ويحذر الاقتصاديون من أن استمرار الوضع الحالي قد يجعل السودان يواجه سيناريوهات مشابهة لدول مثل فنزويلا أو زيمبابوي، حيث تفقد العملة قيمتها تمامًا ويُستبدل النظام المالي الرسمي بشبكات مالية غير رسمية.
متوسط أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم – الأربعاء 8 أكتوبر 2025
العملة | السعر بالجنيه السوداني |
---|---|
الدولار الأمريكي | 3,700 |
الريال السعودي | 986.67 |
الجنيه المصري | 77.49 |
الدرهم الإماراتي | 1,008.17 |
اليورو | 4,352.94 |
الجنيه الإسترليني | 5,000 |
الريال القطري | 1,016.48 |