كشفت وزارة الصحة بولاية الجزيرة عن حصيلة ثقيلة للسيول والأمطار التي ضربت الولاية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث أودت بحياة 10 أشخاص وأصابت 26 آخرين، إلى جانب خسائر مادية وبشرية واسعة النطاق.
ووفق التقرير الصادر عن الوزارة، فقد تأثرت 2,454 أسرة في 55 منطقة مختلفة، مما جعل السيول واحدة من أكثر الكوارث التي شهدتها الولاية خلال العقد الأخير. وأوضح التقرير أن الأضرار السكنية كانت كبيرة، إذ تعرض 1,129 منزلاً لانهيار كامل، فيما تضرر 1,031 منزلاً جزئياً، الأمر الذي ترك آلاف المواطنين بلا مأوى مستقر.
لم تقتصر الخسائر على المساكن، بل طالت المرافق الخدمية أيضاً، حيث تضررت 9 مرافق حكومية نتيجة غمر المياه وانهيار بعض المباني، وهو ما أثر بشكل مباشر على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق المنكوبة.
وأشارت وزارة الصحة إلى أنها، بالتعاون مع السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية، تعمل على تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين، تشمل الغذاء والمأوى والخدمات الطبية الطارئة. كما تم إرسال فرق ميدانية لمتابعة الأوضاع الصحية، تحسباً لظهور أمراض مرتبطة بموسم الخريف مثل الملاريا والإسهالات المائية.
الأسر المتضررة باتت تواجه ظروفاً صعبة في ظل فقدان المأوى وتلف الممتلكات، فيما تعالت أصوات المطالبات بضرورة تدخل الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية لتقديم دعم أكبر، خاصة أن الكارثة جاءت في وقت يعاني فيه السودان من أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة.
ويرى مراقبون أن هذه الكارثة تؤكد هشاشة البنية التحتية في الولاية وافتقارها لخطط وقائية فعّالة لمواجهة آثار التغيرات المناخية، مؤكدين على الحاجة إلى استراتيجيات بعيدة المدى لتحسين تصريف المياه وحماية القرى والمناطق الزراعية.