اتهمت مصر إثيوبيا بالتسبب في الفيضانات التي ضربت مناطق مختلفة في السودان خلال الموسم الحالي، مشيرة إلى أن غياب التنسيق بشأن تشغيل سد النهضة أدى إلى تفاقم الأزمة.
وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات صحفية على هامش قمة ميونيخ المنعقدة بمدينة العلا في السعودية، إن “إثيوبيا تتصرف بشكل أحادي في إدارة سد النهضة رغم التحذيرات المتكررة من دولتي المصب”، مضيفاً أن عدم التنسيق أدى إلى “فيضانات مروعة في السودان”.
وأكد عبد العاطي أن نهر النيل “ليس نهراً محلياً يخضع لإرادة دولة واحدة، بل هو نهر دولي تحكمه اتفاقيات وقوانين ملزمة”، محذراً في الوقت ذاته من مخاطر أكبر في حال تعرض المنطقة لجفاف ممتد قد يستمر لخمس سنوات، وهو سيناريو يتكرر تقريباً كل نصف قرن، ويمكن أن تكون له آثار مدمرة على كل من مصر والسودان.
ويرى خبراء أن ارتفاع منسوب النيل الأبيض هذا العام إلى مستويات غير مسبوقة يرتبط بتأثيرات تخزين المياه في سد النهضة الإثيوبي، الذي تجاوز سعته التخزينية خلال موسم الفيضان، في ظل غياب أي تنسيق مع دولتي المصب.
ويعد مشروع سد النهضة، الذي شرعت إثيوبيا في بنائه قبل أكثر من عشر سنوات، محور خلاف طويل الأمد بين أديس أبابا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى، حيث لم تنجح جولات التفاوض المتعددة في التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد رغم الوساطات الأفريقية والدولية.
وتتهم القاهرة إثيوبيا بانتهاج سياسة “فرض الأمر الواقع”، بينما تؤكد أديس أبابا أن السد مشروع تنموي يهدف إلى توليد الكهرباء وتلبية احتياجاتها الاقتصادية. غير أن محللين يرون أن غياب إدارة منسقة لمياه النيل قد يحوّل السد من أداة للتنمية إلى مصدر تهديد إقليمي، لاسيما مع التغيرات المناخية المتسارعة.