شهدت العاصمة الكينية نيروبي تجمعاً لأكثر من مئة مؤسسة دينية ومدنية من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، أطلق خلاله المشاركون نداءً جماعياً يدعو إلى إنهاء الحرب في السودان وإرساء سلام شامل قائم على العدالة والمساواة. الفعالية جاءت بمناسبة اليوم الأفريقي لسلام السودان، الذي أعقب مباشرة اليوم العالمي للسلام، لتكون منصة موحدة للتعبير عن رفض استمرار النزاع المسلح.
أكد البيان الختامي الصادر عن مجلس القادة الدينيين الأفارقة ومنظمة الاعتدال، وبمشاركة من منظمات وطنية وإقليمية ودولية، أن الأزمة السودانية تجاوزت حدودها الوطنية لتصبح تحدياً يواجه القارة بأكملها. وطالب المشاركون بوقف فوري للقتال، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب إطلاق عملية سياسية شاملة تمثل كافة مكونات الشعب السوداني. كما شددوا على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً.
أدان البيان تصاعد خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي، داعياً الصحفيين والناشطين ومنظمات المجتمع المدني إلى تعزيز خطاب الحقيقة والسلام. وأكد المشاركون أن السلام لا يُفرض من أعلى، وإنما يُبنى من القاعدة عبر إشراك الشباب والنساء في جميع مراحل العملية السياسية باعتبارهم عناصر أساسية في صياغة المستقبل.
دعا المجتمعون إلى تنسيق جهود إقليمية تقودها المؤسسات الدينية بالتعاون مع منظمة “إيغاد” والاتحاد الأفريقي، بهدف وضع حد لمعاناة ملايين السودانيين. وجددوا التزامهم بمواصلة العمل كصوت موحد للسلام والتماسك الاجتماعي، وبأن يكونوا جسور تضامن داخل القارة.
منذ أبريل 2023، يواجه السودان حرباً بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من عشرة ملايين شخص داخلياً وخارجياً. وأدت هذه الحرب إلى أزمة إنسانية معقدة تُعد من بين الأشد في القارة، وسط اتهامات واسعة بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
جاءت الفعالية متزامنة مع اليوم العالمي للسلام في 21 سبتمبر، وهو مناسبة أقرتها الأمم المتحدة لتعزيز ثقافة التسامح ووقف العنف. وقد اعتبر المشاركون أن هذا التوقيت يمثل فرصة لإبراز التضامن الإفريقي والمطالبة بإنهاء الحرب في السودان، وإعادة الاعتبار لقيم السلام والعدالة.