أطلقت وزارة الصحة الاتحادية حملة ميدانية شاملة تحت شعار “بالتجفيف الحمى بتقيف”، بهدف مواجهة تفشي حمى الضنك والكوليرا والملاريا في ولاية الخرطوم، التي تشهد أوضاعاً صحية صعبة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
انطلقت الحملة في مناطق بحري والخرطوم، حيث نفذت فرق العمل زيارات ميدانية لتفقد المنازل ورصد أماكن تجمع المياه الراكدة. وشارك في الحملة طلاب مدارس ومواطنون ومنظمات مجتمع مدني، إلى جانب إشراف مباشر من السلطات الاتحادية والولائية. وأكد وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم أن مكافحة نواقل الأمراض تتطلب تجفيف البيئات الرطبة، خصوصاً داخل المنازل والمباني المهجورة التي تشكل بؤراً لتكاثر البعوض.
غرف الطوارئ الصحية حذرت من توسع انتشار حمى الضنك، حيث تم تسجيل المرض في 17 ولاية، فيما أشار الوزير إلى أن بعض مناطق الخرطوم سجلت كثافة بعوض تجاوزت 60%. وقدّرت وزارة الصحة أن الاستجابة الشاملة تتطلب 39 مليون دولار لتغطية التمويل اللازم.
تشهد محليات ولاية الخرطوم السبع أزمة حادة في الأدوية والمحاليل الوريدية، خصوصاً “دربات البندول” التي ارتفع سعرها بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، أظهر تقرير مركز عمليات الطوارئ الاتحادي تسجيل 1,194 إصابة بالكوليرا في 13 ولاية، و2,065 إصابة بحمى الضنك في خمس ولايات تتصدرها الخرطوم بنسبة 74%. كما تم رصد حالات اشتباه بالتهاب الكبد والملاريا في ولايات عدة.
تواصلت عمليات الإصحاح البيئي في الخرطوم، شملت توزيع الكلور على المناطق المتأثرة، ونقل النفايات، وحملات رش لمكافحة الأطوار المائية والطائرة للبعوض. كما ساهمت بعض المنظمات الإنسانية في توفير أدوية ومستلزمات طبية، وسط تفاوت في وفرة الإمدادات بالولايات.
أظهر تقرير رسمي أن السيول والأمطار أثرت على ثلاث ولايات بين 17 و21 سبتمبر، متسببة في أضرار لحوالي 1,025 أسرة. كما أوضح تقرير الحجر الصحي دخول أكثر من 12 ألف شخص إلى البلاد خلال الفترة ذاتها، مقابل مغادرة نحو 16 ألفاً، بينهم عائدون من مصر عبر المنافذ الرسمية.
شدد اجتماع مركز الطوارئ بوزارة الصحة على ضرورة تعزيز التنسيق بين السلطات والمنظمات العاملة، مع التركيز على حملات التوعية الصحية والمجتمعية للحد من انتشار الأمراض، في وقت ما تزال فيه البلاد تواجه تحديات إنسانية وصحية متفاقمة.