أعلنت اللجنة العليا المعنية بالعودة الطوعية للسودانيين من أوغندا عن تسجيل 2,774 فردًا يمثلون 1,405 أسر عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لحصر الراغبين في العودة إلى السودان. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعي لتنظيم عودة اللاجئين في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات.
وأوضح مقرر اللجنة، محمد حسين، أن إنشاء اللجنة جاء بموجب قرار صادر عن سفير السودان في كمبالا في يوليو الماضي، استجابة لتراجع الدعم الدولي الموجه للاجئين، والأحداث العنيفة التي شهدها معسكر كيرياندونغو، إضافة إلى رغبة متزايدة من اللاجئين في العودة إلى مناطق أكثر استقرارًا داخل السودان.
وأشار حسين إلى أن هذه الرغبة تعززت بمبادرات أطلقها ناشطون من داخل مجتمع اللاجئين، إلى جانب توفر بعض المناطق التي تشهد استقرارًا نسبيًا. وأكد أن اللجنة تضم ممثلين من قطاعات متعددة بينها الإعلام والصحة والقانون، بهدف توفير مظلة تنظيمية تضمن تنسيق الجهود وتسهيل الإجراءات.
وأفاد أن المنصة الإلكترونية التي أطلقتها اللجنة تجمع بيانات تفصيلية عن الأسر، تحدد وجهات العودة داخل السودان، وترصد الاحتياجات الخاصة لكبار السن والمرضى، بما يسمح بتصنيف الأولويات وتحديد الفئات الأكثر حاجة للدعم.
وفيما يتعلق بخطط العودة، أوضح حسين أن اللجنة تدرس تنظيم أولى الرحلات الجوية من مطار عنتيبي إلى مدينة بورتسودان، مع إمكانية استخدام مطار الخرطوم لاحقًا في حال استئناف نشاطه. وأشار إلى أن الطيران يُعد الوسيلة الوحيدة المتاحة نظرًا لغياب حدود برية مباشرة بين البلدين، لكنه لفت إلى أن التكلفة المرتفعة تمثل تحديًا، حيث تصل تكلفة الرحلة الواحدة إلى أكثر من 100 ألف دولار، بينما تتراوح تكلفة عودة الأسرة الواحدة بين 2,000 و3,000 دولار.
ونبّه مقرر اللجنة إلى أن ارتفاع التكلفة يستدعي مساهمة رجال الأعمال السودانيين في الداخل والخارج، بجانب دور المنظمات في تغطية الجوانب اللوجستية مثل النقل الداخلي ودعم الفئات الأكثر ضعفًا. وأضاف أن اللجنة ستولي الأولوية للحالات العاجلة مثل طلاب الجامعات، العاملين في القطاعات المختلفة، والأسر التي فقدت عائلها، مؤكداً أن الهدف هو تحقيق العدالة الإنسانية وتخفيف معاناة اللاجئين.
