تحالف “صمود” يطلق نداءً عاجلاً لإنقاذ الوضع الصحي المتدهور في السودان

3 Min Read

أطلق التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) نداءً إنسانياً للحكومة السودانية والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية، دعا فيه إلى التدخل العاجل لإنقاذ الوضع الصحي المتفاقم في البلاد نتيجة انتشار الأوبئة وتدهور الخدمات الطبية.

وأوضح قطاع العمل الإنساني بالتحالف، في بيان صادر اليوم، أن البلاد تشهد تفشياً غير مسبوق للبعوض الناقل لحمى الضنك والملاريا، مشيراً إلى أن كثافة بعوضة “الزاعجة المصرية” بلغت 30%، وهي نسبة كافية لإحداث انفجار وبائي يفوق قدرة النظام الصحي. وأضاف أن ولاية الخرطوم تُعد الأكثر تضرراً، إلى جانب تسجيل إصابات متزايدة في ولايات شمال دارفور وكسلا وجنوب كردفان ووسط دارفور والنيل الأزرق.

ووفق البيان، سجلت غرفة طوارئ الخرطوم بحري وحدها في أغسطس الماضي 4875 حالة وبائية، من بينها 1296 إصابة بحمى الضنك، مع توقعات بارتفاع الأعداد خلال الأسابيع المقبلة. كما رُصدت حالات وفاة مرتبطة بالمرض، بينها خمس وفيات في منطقة الدروشاب شمال الخرطوم خلال ثلاثة أيام فقط.

شدد التحالف على ضرورة تشكيل فرق استجابة مشتركة بين السلطات الصحية المحلية ومنظمة الصحة العالمية، لتقييم الوضع ميدانياً وتحديد المناطق الأكثر تضرراً. كما دعا إلى توفير الأدوية الأساسية والمحاليل الوريدية ومستلزمات التشخيص عبر التنسيق مع المنظمات الإنسانية والجهات المانحة، بجانب إعادة تأهيل وتدريب الكوادر الطبية وتقديم الحوافز لضمان استمرارها في العمل، خاصة في المناطق النائية.

وأشار البيان كذلك إلى أهمية حملات رش جوي وأرضي تستهدف أماكن تكاثر البعوض مثل تجمعات المياه الراكدة والنفايات، إضافة إلى تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتعريف المواطنين بطرق الوقاية، مثل استخدام الناموسيات وتغطية خزانات المياه وتنظيم حملات تطوعية لنظافة الأحياء.

دعا التحالف المنظمات الدولية والمجتمع المانح إلى توفير الدعم المالي واللوجستي اللازم لشراء الأدوية والمعدات الطبية، وضمان وصولها إلى المناطق الأكثر تضرراً، ولا سيما مخيمات النازحين والمجتمعات المستضيفة التي تواجه ظروفاً صحية صعبة تزيد من احتمالات انتشار الأمراض.

أشار البيان إلى أن الاستجابة تواجه عقبات كبيرة أبرزها الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي بسبب الحرب المستمرة، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وارتفاع أسعارها، حيث بلغ سعر المحلول الوريدي الواحد نحو 30 ألف جنيه سوداني. كما لفت إلى غياب حملات رش فعّالة على الأرض، في وقت تفاقم فيه أوضاع النزوح والتوترات الأمنية من صعوبة الموقف.

وأكد التحالف أن تنسيق الجهود بين الحكومة والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية يعد السبيل الوحيد لاحتواء الأزمة وضمان فاعلية الاستجابة الإنسانية، محذراً من أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى تفاقم الكارثة الصحية.

Share This Article