كشفت اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025، أن العاصمة السودانية تواجه تحدياً كبيراً في إعادة خدمات الكهرباء إلى طبيعتها بعد الدمار الواسع الذي طال بنيتها التحتية خلال الأشهر الماضية، مشيرة إلى أن عودة التيار بشكل كامل تتطلب توفير أكثر من 14 ألف محول كهربائي جديد.
وأوضحت اللجنة أن الحرب وما رافقها من عمليات عسكرية أدت إلى تدمير واسع لشبكة الكهرباء، شمل انهيار عدد كبير من الأعمدة وخروج خطوط التوزيع عن الخدمة، فضلاً عن فقدان آلاف المحولات. وأكدت أن هذا الدمار جعل الكثير من الأحياء والمناطق السكنية في الخرطوم تعيش في ظلام تام، ما أثر على حياة المواطنين وأوقف خدمات حيوية.
بيّنت اللجنة أن أزمة الكهرباء لم تقتصر على المنازل، بل امتدت لتشمل خدمات أساسية مثل ضخ المياه وتشغيل المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية، إلى جانب تأثيرها المباشر على الأنشطة التجارية والصناعية. وأضافت أن غياب الكهرباء أدى أيضاً إلى زيادة معاناة الأسر النازحة والعائدة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة تخزين المواد الغذائية والدوائية.
وأكدت اللجنة أن إعادة التيار الكهربائي تمثل أولوية قصوى ضمن خطة إعادة تأهيل البنية التحتية، موضحة أن الجهود تتركز على توفير المحولات وصيانة الشبكة، مع دعوة المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين لتقديم الدعم الفني والمالي اللازم. كما أشارت إلى أن الحكومة تعمل على إعداد خطة تدريجية لإعادة التيار، تبدأ بالمرافق الحيوية مثل المستشفيات ومحطات المياه، ثم تتوسع لتشمل بقية الأحياء السكنية.
شددت اللجنة على أن عودة الكهرباء ستسهم في استقرار الأوضاع وتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى منازلهم، داعية إلى تكامل الأدوار بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل تسريع وتيرة العمل، وتخفيف معاناة سكان العاصمة.