شهدت منطقة ترسين بجبل مرة في ولاية وسط دارفور كارثة انهيار أرضي مميت، عقب هطول أمطار غزيرة أواخر أغسطس، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، وأثار موجة تضامن واسعة مع الضحايا والمتضررين.
السلطة المدنية التابعة لحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور أكدت أن عدد الضحايا يفوق ما ورد في التقارير الأولية، مشيرة إلى أن الكارثة شملت أيضاً نفوق الماشية وخسائر في المحاصيل الزراعية. وأوضحت أن السكان فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، ويواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل غياب الغذاء والدواء والمأوى.
رئيس السلطة المدنية، مجيب الرحمن الزبير، تفقد المنطقة المنكوبة ميدانياً ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل. وأعلنت الحركة أنها ستصدر تقريراً مفصلاً بالأعداد النهائية للضحايا والمفقودين خلال الساعات المقبلة.
الحادث أثار جدلاً واسعاً حول عدد الضحايا، حيث تراوحت التقديرات بين عشرات وأكثر من ألف قتيل. وأشارت مصفوفة تتبع النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية إلى نزوح 150 شخصاً من القرية والمناطق المجاورة، بينما أوضح القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، لوكا ريندا، أن عدد الضحايا قد يتراوح بين 300 و1000 شخص وفق مصادر محلية.
وأكد ريندا أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على حشد الجهود لتقديم الدعم الإنساني، مشيراً إلى أن صعوبة الوصول إلى المنطقة لا تزال تعرقل عمليات التقييم الميداني.
المنظمة الدولية للهجرة وصفت الحادث بأنه من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدها السودان في تاريخه الحديث، مؤكدة أن استمرار النزاع والقيود على وصول المساعدات فاقما معاناة السكان. ودعت إلى فتح ممرات آمنة وتوسيع نطاق الدعم.
كما أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الإفريقي ومصر وقطر والصومال ودول أخرى تضامنها مع السودان، مؤكدة استعدادها لدعم جهود الإغاثة وتسهيل وصول المساعدات.
من جانبها، كشفت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية أن الانهيار وقع نتيجة الأمطار الغزيرة التي زعزعت استقرار المنحدرات الجبلية. وأشارت في بيان علمي إلى أن عوامل مثل التعدين العشوائي وشق الطرق والزراعة في أراضٍ غير مستقرة ساهمت في تفاقم المخاطر.
وأكدت الهيئة أن منطقة جبل مرة تُعد من أكثر المناطق نشاطاً جيولوجياً في السودان، محذرة من أن تكرار الانزلاقات قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وأوصت بإجراء دراسات جيولوجية تفصيلية وتطوير نظم الإنذار المبكر، إلى جانب دمج اعتبارات السلامة في المشاريع التنموية.
أعربت الهيئة عن تعازيها لأسر الضحايا وأكدت استعدادها للتعاون مع الجهات المختصة لتقديم الدعم الفني اللازم للحد من المخاطر المستقبلية. وتبقى كارثة ترسين جرس إنذار على الحاجة الملحة إلى تعزيز إجراءات السلامة ومواجهة آثار التغيرات المناخية في السودان.