أدانت الولايات المتحدة الهجوم الذي استهدف ثلاث شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في مدينة مليط بولاية شمال دارفور، معتبرة أنه اعتداء خطير على المساعدات الإنسانية الموجهة للمدنيين المتضررين من الأزمة المستمرة في السودان.
قال مستشار الولايات المتحدة لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، إن الهجوم يمثل “عملاً وحشياً” استهدف بشكل مباشر المساعدات المخصصة لمكافحة المجاعة. وأوضح أن الاعتداء أدى إلى إتلاف كميات من المواد الغذائية الأساسية التي كانت في طريقها لدعم المدنيين في المناطق الأكثر تضرراً.
شدد بولس على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون عوائق، مؤكداً أن حماية المدنيين في مناطق النزاع تمثل أولوية قصوى. كما دعا إلى محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، مؤكداً استمرار الجهود الأمريكية في الضغط من أجل احترام المبادئ الإنسانية وتهيئة بيئة آمنة لعمل المنظمات الدولية.
ورغم أن البيان الأمريكي لم يحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم، إلا أن قوات الدعم السريع كانت قد أصدرت بياناً في وقت سابق، اتهمت فيه الجيش السوداني بتنفيذ الغارات عبر طيران حربي تابع له. ويأتي هذا التطور في سياق سلسلة من الاتهامات المتبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي تعكس استمرار التصعيد العسكري وتفاقم الوضع الإنساني في البلاد.
يرى مراقبون أن استهداف قوافل المساعدات يضاعف من حدة الأزمة الإنسانية، خصوصاً في مناطق النزاع التي تعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي. كما يشير هذا الحادث إلى التحديات المتزايدة التي تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في السودان، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية وتراجع فرص الوصول الآمن إلى المتضررين.
