رحّب تحالف صمود، بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، بالمبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والرامية إلى وقف الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عام، معتبراً أنها تمثل نافذة أمل جديدة في ظل تعقّد المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
وجاء موقف التحالف عقب اللقاء الذي جمع قائد القوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بمستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، في سويسرا، في إطار سلسلة من الاتصالات والتحركات التي تستهدف وضع أسس عملية لإنهاء النزاع، بمشاركة ودعم من دول الجوار وعدد من القوى الإقليمية والدولية الصديقة.
في بيانه الرسمي، أشار تحالف صمود إلى أن هذا اللقاء والمشاورات المرافقة له يشكّلان فرصة حقيقية لكسر حالة الجمود السياسي التي خيّمت على المشهد السوداني، مؤكداً أن استمرار الوضع الراهن لم يعد خياراً مقبولاً. كما دعا التحالف إلى الإسراع في عقد لقاء مباشر وشفاف بين قيادتي طرفي النزاع، بهدف الوصول إلى اتفاق شامل يضع حدًا للأزمة المتفاقمة.
وأكد التحالف أن الحرب لم تفرز سوى الدمار والانهيار على المستويات كافة، مشدداً على أن استمرارها يشكّل تهديداً وجودياً لمستقبل الدولة السودانية ووحدة أراضيها، فضلاً عن انعكاساتها الكارثية على حياة ملايين المواطنين. وأوضح أن الصراع أدى إلى تراجع غير مسبوق في المؤشرات الاقتصادية، وانهيار الخدمات الأساسية، وازدياد أعداد النازحين واللاجئين داخل وخارج البلاد.
كما حثّ التحالف جميع القوى السياسية والمجتمعية على تجاوز الخلافات الضيقة ووضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، مؤكداً أن الشعب السوداني بأكمله خاسر في هذه الحرب، وأن استمرارها لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسام وزيادة المعاناة الإنسانية. وشدد على أن أي حل سياسي يجب أن يضمن مشاركة شاملة لكل مكونات المجتمع، ويستند إلى مبادئ العدالة والمساءلة وبناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية.
واختتم التحالف بيانه بالتأكيد على أن هذه المبادرة تشكّل لحظة فارقة تستدعي من جميع الأطراف التعامل معها بجدية ومسؤولية، داعياً المجتمع الدولي إلى لعب دور أكثر فاعلية في دفع عملية السلام، وضمان تنفيذ أي اتفاقات يتم التوصل إليها على الأرض.