أعلنت شركة كوبن للاستثمار، ومقرها ولاية القضارف، أن نحو 85% من إنتاجها الصناعي يُوجَّه حالياً إلى التصدير، في ظل الطلب المتزايد على منتجاتها من الطحنية، والطحينة، وزيت السمسم، والبسكويت، والسمسم المحمص والمقشور، ويأتي هذا التطور بعد خروج عدد من المصانع الكبرى في ولايتي الخرطوم والجزيرة عن الخدمة بسبب تداعيات الحرب، جاء ذلك خلال زيارة رسمية لوفد من حكومة ولاية القضارف، برئاسة والي الولاية الفريق الركن محمد أحمد حسن، إلى مجمع مصانع الشركة، حيث تم الوقوف على حجم الإنتاج والتوسعات الصناعية الجارية.
قال المهندس الخير الطيب، المدير العام لشركة كوبن للاستثمار، إن الارتفاع الكبير في حجم الصادرات يعكس الثقة المتزايدة في جودة المنتجات السودانية، مشيراً إلى أن الشركة تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 طناً يومياً من الطحنية، إلى جانب إنتاج أكثر من ألفي كرتونة بسكويت يومياً، وأوضح الطيب أن شركة كوبن استطاعت الدخول إلى الأسواق العالمية بمنتجاتها الطبيعية والخالية من الإضافات الصناعية، مما يعزز من قدرتها التنافسية، ويُعد مساهمة فاعلة في دعم صادرات السودان غير النفطية.
وفي إطار التوسع الصناعي، أعلنت الشركة عن إضافة خط إنتاج جديد خاص بصناعة البسكويت، ما يُضاف إلى خطوطها الحالية في إنتاج الطحنية والطحينة وزيت السمسم، وتُساهم هذه التوسعات في تشغيل نحو 200 عامل يومياً، ما يوفّر فرص عمل محلية ويُعزز من التنمية الصناعية في الولاية.
من جهته، أكد والي ولاية القضارف أن هذه الزيارة تعكس اهتمام حكومة الولاية بدعم الصناعات الوطنية، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتعويض النقص الحاصل في الإنتاج الصناعي على مستوى البلاد، وأضاف أن الصناعة تُعد من القطاعات الاستراتيجية القادرة على تعزيز الاقتصاد الوطني ورفده بالعملات الأجنبية.
وتُعد ولاية القضارف واحدة من الولايات التي حافظت على استقرار نسبي في عملياتها الإنتاجية رغم التحديات الأمنية والسياسية، مما ساهم في بروزها كمركز بديل للنشاط الصناعي بعد تضرر عدد من الولايات الأخرى بسبب النزاع المسلح، وتسعى شركات محلية مثل كوبن للاستثمار إلى سد الفجوة الصناعية التي خلفها تعطل المصانع الكبرى، والمساهمة في تحقيق الاكتفاء المحلي، إلى جانب فتح آفاق جديدة في الأسواق الإقليمية والدولية.
وتؤكد هذه التحركات الصناعية أهمية دعم المبادرات الاستثمارية المحلية، وتوفير البيئة المناسبة للنمو الصناعي، بما يُسهم في خلق اقتصاد أكثر تنوعاً واستقراراً، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وتُعد شركة كوبن نموذجاً لنجاح المشاريع الصناعية ذات الطابع المحلي التي استطاعت التكيف مع المتغيرات، وتحقيق نتائج إيجابية على مستوى الإنتاج، التشغيل، والتصدير.