25 مليون سوداني في خطر.. الصحة العالمية تطلق تحذيراً عاجلاً من مجاعة وأوبئة واسعة النطاق

3 Min Read

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً بالغ الخطورة بشأن الأوضاع الإنسانية والصحية المتدهورة في السودان، مؤكدة أن أكثر من 25 مليون شخص باتوا مهددين بالجوع، بينهم 770 ألف طفل يواجهون خطر سوء تغذية حاد ووخيم خلال العام الجاري، في واحدة من أكبر الأزمات الغذائية والصحية في العالم حالياً، جاء ذلك على لسان الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، خلال إحاطة إعلامية قدمتها لمجموعة المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف يوم الإثنين، مشيرة إلى أن السودان يشهد تدهوراً إنسانياً وصحياً متسارعاً نتيجة الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، ولا تزال مستمرة حتى اليوم.

أوضحت بلخي أن ما يواجهه السودان اليوم لا يُعد فقط أزمة غذاء أو نزاعاً مسلحاً، بل انهيار شامل للمنظومة الصحية، فقد تزامن تفشي عدد من الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا، وشلل الأطفال، والحصبة، وحمى الضنك، والملاريا، مع تراجع القدرة الاستيعابية للمرافق الصحية التي تعرض معظمها للتدمير أو التوقف عن العمل، وأضافت أن هذا التدهور الصحي يأتي في ظل انعدام الأمن الغذائي، حيث تعاني قطاعات واسعة من المواطنين من نقص حاد في الغذاء والماء النظيف والرعاية الطبية الأساسية، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ البلاد.

ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن الحرب في السودان شهدت حتى الآن 167 هجوماً مؤكداً على المرافق الصحية وسيارات الإسعاف والكوادر الطبية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1120 شخصاً من المرضى والعاملين في القطاع الصحي، وتمثل هذه الاعتداءات، بحسب المنظمة، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، حيث تعرّضت المستشفيات والمراكز الطبية للاستهداف المباشر، أو تم استخدامها لأغراض عسكرية من قبل الأطراف المتنازعة، ما فاقم من عجز المنظومة الصحية وأعاق جهود الاستجابة.

دعت بلخي، باسم منظمة الصحة العالمية، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تكثيف الجهود بشكل فوري لتأمين الغذاء والماء والخدمات الطبية الطارئة في السودان، محذّرة من أن الوقت ينفد، وأن استمرار الحرب وانعدام الوصول الآمن للمساعدات سيؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا، وشددت على ضرورة الوقف الفوري للهجمات على المرافق الصحية، وضمان حماية العاملين في المجال الطبي، باعتبارهم خط الدفاع الأول في مواجهة المجاعة والأوبئة، كما طالبت بفتح ممرات إنسانية آمنة لضمان إيصال الدعم إلى ملايين المحتاجين في جميع أنحاء السودان، خصوصاً المناطق المنكوبة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.

في ظل هذا المشهد القاتم، تبرز الحاجة إلى تحرك دولي منسق وشجاع لوقف النزيف المستمر في السودان، إذ لم تعد الأزمة مجرد شأناً سودانياً داخلياً، بل تهدد بتداعيات إقليمية ودولية تتجاوز حدود البلاد، فإنقاذ 25 مليون إنسان من الجوع والمرض لم يعد خياراً، بل ضرورة إنسانية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل.

Share This Article