٦١ عامًا على ثورة أكتوبر: الحركة السياسية السودانية والنظام العالمي الجديد

3 Min Read

بعد مرور واحد وستين عامًا على ثورة أكتوبر 1964، التي شكّلت نقطة تحول بارزة في التاريخ السياسي والاجتماعي للسودان، يطرح القيادي ياسر عرمان قراءة تحليلية تربط بين ماضي الحركة الديمقراطية السودانية والتحولات التي يشهدها النظام العالمي المعاصر.

يرى عرمان أن ثورة أكتوبر لم تكن حدثًا محليًا معزولًا، بل جاءت امتدادًا لموجة التحرر العالمي في ستينيات القرن الماضي، حيث عبّرت عن توق السودانيين للحرية والعدالة والمساواة، وأسست لحراك ثقافي وفكري ما زالت بصمته حاضرة.

ويؤكد أن نجاح الثورة السودانية المعاصرة وإنهاء حرب 15 أبريل مرهون بقدرة السودانيين على استيعاب التحولات الكبرى في المجتمع والعالم، واستثمارها لبناء مشروع وطني ديمقراطي يرسّخ السيادة والوحدة والعدالة والمواطنة دون تمييز.

يشير عرمان إلى أن الحرب الحالية ليست مجرد صراع داخلي، بل تتقاطع مع تحولات النظام الدولي وصراعات النفوذ الإقليمي، خاصة في مناطق البحر الأحمر والقرن الأفريقي والساحل، حيث تتقاطع مصالح القوى الكبرى. ويرى أن فشل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في إدارة هذه الأزمات يعكس تآكل النظام العالمي القديم الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية.

يصف عرمان المرحلة الراهنة بأنها “غرامشية” — أي مرحلة موت النظام القديم قبل ولادة الجديد — تتسم بالفوضى والتوحش السياسي. تبرز التعددية القطبية كبديل للنظام الأحادي الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة لعقود. ويعتبر أن هذه التحولات يمكن أن تخدم السودان إذا أحسن توظيفها لبناء نظام ديمقراطي مستقل ومتوازن المصالح.

يرى الكاتب أن الحركة الديمقراطية في السودان تواجه تحديات داخلية كبيرة، أبرزها الجمود الفكري والتنظيمي، وتأثير الحرب التي شتّتت المجتمع وضربت مؤسسات الدولة. ويضيف أن انقلاب 25 أكتوبر 2021 وحرب 15 أبريل 2023 كانا محاولتين لإجهاض ثورة ديسمبر ومسار الانتقال المدني.

ينتقد عرمان تيار الإسلام السياسي، معتبرًا أنه يتبنى شعارات مناهضة للإمبريالية في الخارج بينما يرسخ القمع والاستبداد في الداخل، عبر سياسات اقتصادية “متوحشة” وتهميش للمناطق الريفية، ما أدى إلى تفاقم الفقر واتساع رقعة النزاعات.

يختتم عرمان بالقول إن مرور 61 عامًا على ثورة أكتوبر وقرن على ثورة 1924 يستدعيان إعادة تعريف المشروع الوطني السوداني في ضوء التحولات الجذرية التي شهدها السودان والعالم. ويدعو إلى التفكير في مشروع “اتحاد سوداني” جديد بين دولتي السودان، كبداية لتكامل إقليمي أوسع يتماشى مع اتجاه العالم نحو التكتلات الكبرى والتعددية القطبية.

Share This Article