أعلن وزير الداخلية الفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى أن سجن كوبر الواقع في الخرطوم بحري أصبح جاهزاً لاستقبال النزلاء المحكوم عليهم بأحكام كبيرة، بمن فيهم المحكومون بالإعدام الذين تم القبض عليهم في عدد من الولايات بعد فرارهم خلال فترة النزاع المسلح.
أوضح الوزير أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة تهدف إلى إعادة تنظيم توزيع السجناء وتخفيف الضغط عن السجون في الولايات، بما يضمن استيعاب النزلاء وفق طبيعة أحكامهم. كما أكد أن الوزارة ملتزمة بتأمين حقوق السجناء القانونية والإنسانية، وتوفير بيئة احتجاز تتماشى مع المعايير المتعارف عليها.
جاءت تصريحات الوزير خلال زيارة ميدانية إلى سجن كوبر يوم الأربعاء 20 أغسطس 2025، حيث تفقد أعمال الصيانة والتأهيل الجارية. وأشار إلى أن خطة تطوير السجون لا تقتصر على كوبر، بل تشمل أيضاً سجون الهدى، سوبا، والخرطوم بحري، وذلك ضمن برنامج لإعادة تأهيل البنية التحتية وتعزيز الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الإصلاحية.
شهد سجن كوبر أحداثاً استثنائية منذ اندلاع الحرب في الخرطوم في أبريل 2023، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن هروب جماعي لآلاف النزلاء خلال مايو من ذلك العام، بينهم محكومون بأحكام ثقيلة.
وكان السجن يضم قبل الحرب نحو 22 من قيادات النظام السابق، من بينهم الرئيس المعزول عمر البشير، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الدولة الأسبق أحمد هارون، الذين أودعوا السجن في أبريل 2019 عقب سقوط نظام البشير.
يرى مراقبون أن إعادة تأهيل سجن كوبر وتجهيزه لاستقبال النزلاء المحكومين بأحكام ثقيلة يعكس جهود الحكومة في استعادة السيطرة الأمنية على المؤسسات العقابية بعد فترة من الفوضى. كما يعتبر خطوة رمزية تهدف إلى تعزيز هيبة الدولة وإظهار قدرتها على فرض القانون، في وقت لا تزال فيه التحديات الأمنية والسياسية قائمة على نحو واسع.
