والي شمال دارفور يعلن انهيار الوضع المعيشي في مدينة الفاشر ويطالب بفك الحصار

3 Min Read

أطلق والي ولاية شمال دارفور، الحافظ بخيت، نداءاً عاجلاً إلى رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مطالباً بالتدخل الفوري لإنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، والذي تسبب في انهيار شبه كامل للأوضاع المعيشية، وسط تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية وشيكة، وقال الوالي في بيان رسمي، إن “الوضع المعيشي في الفاشر أصبح لا يُطاق، بعد أن بلغ مستوى غير مسبوق من التدهور، مع انعدام الغذاء والدواء وارتفاع أسعار السلع القليلة المتوفرة إلى مستويات خيالية”.

وتُحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ أبريل 2024، حيث تنتشر مئات من عناصرها على الطرق المؤدية إلى المدينة، وتُقيم خنادق ونقاط تفتيش تمنع دخول السلع الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية، في وقت يُعاني فيه السكان من عزلة تامة عن بقية مناطق السودان، وأكد الوالي أن هذا الحصار أدى إلى اختفاء السلع الأساسية من الأسواق، بما في ذلك السكر والبصل والأرز والملح، فضلًا عن الأدوية المنقذة للحياة، مشيراً إلى أن المدينة على وشك الانزلاق إلى مجاعة جماعية.

وأشار البيان إلى أن المواطنين في الفاشر اضطروا خلال الأشهر الماضية للاعتماد على “الأمباز” — وهي بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت — والتي تُستخدم عادة كعلف للحيوانات، وأضاف أن هذه “المخلفات” نفسها لم تعد متوفرة، مما يعكس مستوى الانهيار الغذائي الذي وصلت إليه المدينة.

وكشف الوالي أن ربع جوال من محصول الدخن، الغذاء الأساسي للسكان، بلغ سعره 500 ألف جنيه سوداني، رغم ندرته في الأسواق، كما أشار إلى أن سوق نيفاشا، وهو السوق الوحيد العامل داخل المدينة، يعاني من تناقص حاد في المعروض من الحبوب، حيث لم تتجاوز الكمية المعروضة في الأيام الأخيرة خمس جوالات فقط، بحسب ما أكده عدد من التجار.

وتتقاطع تصريحات والي شمال دارفور مع نتائج تقييم حديث نشرته الأمم المتحدة في 8 يوليو الجاري، أظهر أن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح داخل الفاشر يعانون من سوء التغذية الحاد، من بينهم 11% مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم، وهو ما يُنذر بارتفاع معدلات الوفيات إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

ودعا الحافظ بخيت، في ختام بيانه، القيادة العليا للدولة، ممثلة في رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى التحرك العاجل لإنهاء الحصار عن مدينة الفاشر، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والغذاء والدواء، لإنقاذ ما تبقى من السكان وتجنيب المدينة الانزلاق نحو كارثة إنسانية مفتوحة.

وتُعد مدينة الفاشر، إحدى أهم الحواضر في إقليم دارفور، ومركزاً حيوياً يؤوي عشرات الآلاف من النازحين منذ عقود، ومع استمرار الحصار وتدهور الوضع الإنساني، تُطلق منظمات محلية ودولية تحذيرات متكررة من احتمال وقوع مجاعة واسعة النطاق، وتدهور أمني واجتماعي شامل في المنطقة، ما لم يتم التحرك لفتح ممرات آمنة وإيصال الإغاثة.

Share This Article