واشنطن تلغي اجتماع الرباعية حول السودان دون توضيح الأسباب وسط تصاعد التساؤلات

2 Min Read

في خطوة مفاجئة أثارت استغراب الأوساط الدبلوماسية والإقليمية، قررت وزارة الخارجية الأميركية إلغاء الاجتماع المقرر للجنة الرباعية بشأن السودان، والذي كان من المفترض انعقاده يوم الأربعاء 30 يوليو في واشنطن، بمشاركة وزراء خارجية السعودية، مصر، والإمارات، وبرئاسة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو.

ورغم الاستعدادات المكثفة والتنسيق الإقليمي الذي سبق الاجتماع، امتنعت الخارجية الأميركية عن إصدار بيان رسمي يوضح أسباب الإلغاء، كما لم تحدد موعدًا بديلاً، الأمر الذي فتح باب التأويلات وأثار حالة من الإحباط لدى العديد من السودانيين الذين كانوا يعولون على الاجتماع كخطوة نحو تسوية سياسية شاملة.

الاجتماع كان من المفترض أن يناقش ملفات جوهرية أبرزها وقف التدخلات الخارجية، إطلاق حوار سياسي بين طرفي النزاع، وضمان وحدة السودان وسيادته، بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتأثرة بالحرب، التي خلفت حتى الآن عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين واللاجئين، أشار السفير المصري في واشنطن، معتز زهران، إلى احتمال تأجيل المؤتمر إلى شهر سبتمبر، مؤكدًا أن الدول الأربع لا تزال ملتزمة بدفع الجهود الدولية نحو حل سياسي شامل.

من جانبها، أوضحت الباحثة المختصة بالشأن السوداني في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أريج الحاج، أن الإلغاء لا يتعلق بغياب طرفي النزاع (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع)، بل ناتج عن تعقيدات المشهد السوداني وتباين وجهات النظر بين الشركاء الدوليين، وأشارت إلى وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية حول توسيع تركيبة الرباعية لتشمل دولًا مثل قطر والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، في حين تمسّك مستشار الرئاسة الأميركية مسعد بولس بالإبقاء على الصيغة الحالية، خاصة مع تزامن الإلغاء مع إعلان حكومة “تأسيس” التي تقودها قوى مناهضة للنظام السوداني الحالي.

ويحذر مراقبون من أن إلغاء الاجتماع دون إعلان موعد بديل قد يرسل إشارات سلبية للمجتمع المدني السوداني، ويفسح المجال أمام طرفي النزاع لتصعيد أعمال العنف، في وقت تتزايد فيه المطالبات الدولية باتخاذ خطوات حاسمة لاحتواء الأزمة المتفاقمة في السودان.

Share This Article