دعت الولايات المتحدة الأطراف المتحاربة في السودان إلى السماح الفوري بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وعلى رأسها قرية ترسين بجبل مرة التي شهدت انهيارات أرضية مدمرة عقب هطول أمطار غزيرة.
وجاءت الدعوة في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، أكدت فيه واشنطن ضرورة تمكين فرق الإغاثة من الوصول غير المشروط إلى جميع أنحاء السودان. وأشارت إلى أن الكارثة التي ضربت ترسين أسفرت، وفق تقديرات محلية، عن مقتل أكثر من ألف شخص، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تشهدها دارفور في السنوات الأخيرة.
السلطة المدنية في المناطق المحررة بجبل مرة، التابعة لحركة وجيش تحرير السودان، كانت قد أعلنت أن الانهيارات الأرضية جرفت القرية بالكامل، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. وتأتي هذه الحادثة في سياق أزمة إنسانية ممتدة يعيشها السودان منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، والتي ترافقت مع كوارث طبيعية وتفشي أمراض وبائية.
تقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 25 مليون شخص في السودان بحاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، وانتشار أمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا. وتُعد مأساة ترسين مثالاً على صعوبة الوضع، حيث اختفت القرية تقريباً من الخارطة، فيما تواجه فرق الإغاثة تحديات في الوصول بسبب استمرار القتال وانعدام الطرق الآمنة.
منظمات الإغاثة الدولية أكدت أن الاستجابة الفاعلة لهذه الكارثة تتطلب تنسيقاً مباشراً بين الأطراف المتصارعة، إلى جانب دعم دولي واسع النطاق. كما شددت على أن استمرار النزاع المسلح يفاقم من تعقيد الوضع الإنساني، ويحول دون وصول المساعدات إلى ملايين المدنيين المحتاجين.
