تشهد مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور أزمة معيشية خانقة نتيجة الارتفاع المستمر في أسعار الوقود وتزايد صعوبة الحصول على السيولة النقدية، في ظل أوضاع اقتصادية غير مستقرة ألقت بظلالها على الحياة اليومية للمواطنين.
أفاد تجار في سوق الوقود المحلي بأن أسعار المشتقات النفطية سجلت زيادات جديدة، حيث بلغ سعر برميل الجازولين 1590 جنيهاً، بينما وصل سعر برميل البنزين إلى 1750 جنيهاً. وأوضحوا أن هذه الزيادة انعكست مباشرة على تعرفة المواصلات الداخلية، إذ تراوحت أسعار التنقل بين 1000 و2000 جنيه لبعض الخطوط داخل المدينة، مع توقعات بمزيد من الارتفاعات في الأيام المقبلة.
وأشاروا إلى أن الاعتماد شبه الكامل على الإمدادات الواردة من دولة جنوب السودان – باعتبارها المصدر الرئيسي للوقود – يزيد من هشاشة السوق المحلي ويجعله عرضة للتقلبات المستمرة.
بالتوازي مع أزمة الوقود، يشكو المواطنون من نقص حاد في السيولة النقدية، ما دفع الكثيرين إلى الاعتماد على التحويلات عبر تطبيق بنكك. غير أن العمولات المفروضة على هذه المعاملات وصلت حالياً إلى نسب تتراوح بين 18 و20%، الأمر الذي يمثل عبئاً إضافياً على التعاملات المالية اليومية ويقلل من قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأوضح تجار ومواطنون أن معظم سكان نيالا يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، إلا أن هذا النشاط يتطلب توفر إمكانيات مالية لتأمين المدخلات والاحتياجات الزراعية، وهو ما لا يتوفر لكثيرين في ظل شح السيولة وارتفاع تكاليف المعيشة.
ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه الظروف دون حلول اقتصادية فعالة أو تدخلات عاجلة سيزيد من عمق الأزمة المعيشية، ويضعف قدرة المواطنين على التكيف مع التحديات اليومية في المدينة.