موجة ثالثة من الغارات المسيّرة تستهدف مطار الخرطوم وتؤجل إعادة تشغيله

3 Min Read

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم صباح الخميس 23 أكتوبر 2025 موجة ثالثة من الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة، استهدفت مطار الخرطوم الدولي ومناطق متفرقة جنوبي المدينة، في تصعيد ميداني جديد يعكس تزايد حدة المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

أفاد شهود عيان بأن سبع طائرات مسيّرة حلقت باتجاه المطار، أربع منها قدمت من جهة جنوب الحزام، وثلاث من منطقة صالحة، قبل أن تُسمع انفجارات متتالية في محيط المطار، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان.
وقال مصدر في قطاع الطيران إن الهجمات تزامنت مع الموعد المقرر لإعادة تشغيل المطار للرحلات الداخلية، ما أدى إلى تأجيل أول رحلة تجارية كانت مقررة اليوم، مضيفًا أن إعادة الفتح تأجلت “لعدة أيام على الأقل” لحين استقرار الوضع الأمني.
وكانت شركة الطيران المحلية قد أعلنت في وقت سابق عن هبوط طائرة تجريبية ضمن خطة لاستئناف الرحلات الداخلية فقط، في خطوة رمزية لإعادة الحياة إلى العاصمة.

جاءت الهجمات بعد أقل من 24 ساعة على تصريحات مصوّرة لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نشرها عبر قناته على “تلغرام”، توعّد فيها باستهداف أي مطار تُقلع منه طائرات أو مسيّرات تهاجم قواته أو المدنيين، مشيرًا إلى أن مطار الخرطوم أصبح هدفًا مشروعًا لقواته.
وأكد دقلو أن هجماته “تستهدف المواقع العسكرية فقط”، مضيفًا أن قواته “ستواصل الرد عبر ضربات جوية دفاعًا عن النفس”، في إشارة إلى تصاعد استخدام المسيّرات في المواجهات الجارية.

في المقابل، زار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، مطار الخرطوم يوم الثلاثاء عقب تعرضه لهجوم سابق، مؤكدًا أن الجيش “مصمم على القضاء على قوات الدعم السريع وعدم السماح لهم بالعودة إلى المشهد السياسي أو العسكري”.
وشدد البرهان على أن قوات الدعم السريع والجهات التي تساندها لا مكان لها في مستقبل البلاد.
ووفق مصادر أمنية، اقتصرت أضرار الهجوم الأخير على خسائر مادية طفيفة دون تسجيل إصابات بشرية، رغم تصاعد الدخان في محيط المطار.

الهجمات بالطائرات المسيّرة لم تقتصر على العاصمة، إذ ذكرت مصادر عسكرية أن الجيش صدّ هجومًا مماثلًا فجر الأربعاء استهدف محطة تحويل كهرباء في مدينة الرصيرص بولاية النيل الأزرق.
ويأتي هذا في ظل تصعيد متبادل بين الطرفين، حيث كثّف الجيش السوداني خلال الأيام الماضية غاراته الجوية على مواقع الدعم السريع في دارفور.
ويرى محللون أن السودان دخل مرحلة جديدة من الصراع تتسم باستخدام مكثف للطائرات المسيّرة واستهداف مباشر للبنية التحتية الحيوية، ما ينذر بتوسع نطاق الحرب إلى ولايات جديدة في الشمال والجنوب.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، تعرض مطار الخرطوم الدولي لأضرار جسيمة تسببت في توقف تام للرحلات الجوية.
وبعد استعادة الجيش السيطرة على العاصمة، وضعت الحكومة إعادة تأهيل المطار ضمن أولوياتها باعتباره رمزًا لعودة الحياة إلى طبيعتها.
لكن استمرار الهجمات يجعل هذه الجهود مهددة بالفشل، خصوصًا مع عودة أكثر من مليون نازح إلى الخرطوم بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وسط مخاوف من أن يتحول المطار إلى بؤرة اشتباك دائمة في الحرب الدائرة التي لا تزال بلا أفق سياسي واضح.

Share This Article