اندلعت اشتباكات محدودة بين الجيش السوداني وعناصر من القوة المشتركة للحركات المسلحة في منطقة الصالحة بالريف الجنوبي لمدينة أم درمان، أثناء تنفيذ حملة أمنية تهدف إلى ضبط الخلايا النائمة وملاحقة المجرمين.
ووفقًا للمصادر، شهدت المنطقة حالة من الهلع وسط المواطنين بعد سماع دوي إطلاق النار في بعض الأحياء، فيما أغلقت قوات من الجيش الطريق الرئيسي الرابط بين الصالحة وقرى الجموعية مؤقتًا، قبل أن يُعاد فتحه لاحقًا أمام حركة المرور.
وأكد شهود عيان أن السلطات الأمنية أعادت الطلاب من المدارس إلى منازلهم كإجراء احترازي حتى استقرار الأوضاع.
وأفادت مصادر عسكرية أن الاشتباكات وقعت خلال حملة أمنية واسعة نفذها الجيش في منطقة الصالحة لضبط عناصر يشتبه بانتمائها لخلايا نائمة ومجموعات إجرامية.
وأضافت المصادر أن القوة العسكرية واجهت مقاومة محدودة من مجموعة مسلحة تتبع للقوة المشتركة، وهي قوات تنضوي تحت حركات الكفاح المسلح المتحالفة مع الجيش ضد قوات الدعم السريع.
وأكدت المصادر أن الجيش تمكن من السيطرة الكاملة على الموقف بعد الاشتباك، وأن الحياة عادت إلى طبيعتها في المنطقة.
وأوضحت الجهات الأمنية أن العملية أسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة والحشيش والقبض على عدد من معتادي الإجرام، بينهم أجانب كانوا يتخذون من المنطقة مقرًا لأنشطتهم غير القانونية.
وأكدت أن الحملة تأتي ضمن الجهود المستمرة للجيش لإعادة الأمن والاستقرار إلى الريف الجنوبي لأم درمان، لا سيما بعد استعادة السيطرة على عدد من المناطق خلال الأشهر الماضية.
يُذكر أن القوة المشتركة للحركات المسلحة كانت قد أعلنت في أبريل 2024 انحيازها إلى جانب الجيش في الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
وتضم هذه القوة عددًا من الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، أبرزها حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الحوادث تعكس التعقيدات الأمنية التي تواجهها العاصمة ومحيطها، في ظل تعدد القوى المسلحة وتداخل صلاحياتها في مناطق العمليات.