أثار وزير الإعلام السوداني، خالد الإعيسر، جدلاً سياسيًا وإعلاميًا واسعًا عقب نشره منشورًا على صفحاته الرسمية موقّعًا باسم “المواطن”، حمل رسائل اعتبرها مراقبون انتقادات غير مباشرة لقيادة الدولة. ويأتي المنشور بعد ساعات من اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بمستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، في سويسرا، وهو ما منح التصريحات بعدًا سياسيًا إضافيًا.
الإعيسر كتب أن السودان يقف عند “مفترق طرق مصيري”، داعيًا إلى ضرورة الإصغاء لصوت ملايين المشردين والضحايا الذين أفرزتهم الحرب، والارتقاء بالخطاب الوطني ليعبر عن المصلحة العامة بعيدًا عن النزعات الذاتية والمصالح الضيقة. كما شدد على أهمية صياغة رؤى استراتيجية بعيدة المدى، بدل الانغماس في مناورات تكتيكية مرتبطة بضرورات اللحظة ومتطلبات الواقع الآني.
وأضاف أن ما يعيشه السودانيون اليوم هو “لحظة تاريخية نادرة” ولدت من رحم المعاناة، وتشكل فرصة لإعادة بناء الدولة على أسس أكثر عدالة وازدهارًا، محذرًا من أن تجاهل هذا الظرف الحساس وعدم تأسيس المواقف الوطنية على وعي عميق قد يفرض على المتضررين ثمنًا باهظًا ويترك آثارًا طويلة المدى على مستقبل البلاد.
المنشور جاء بعد سلسلة تغريدات نشرها الإعيسر تحت اسم “المواطن الإعيسر”، ما دفع بعض المعلقين إلى وصفه بتجاوز الضوابط التي يفرضها موقعه الرسمي، خاصة بعد إعفائه من مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة. وفي المقابل، رأى آخرون أن ما كتبه يعبر عن حالة من عدم الرضا عن موقعه في السلطة. وفي هذا السياق، دعت الصحفية أم وضاح الوزير إلى اختيار مسار واضح، إما بالاستقالة أو بالالتزام الكامل بواجباته الرسمية، لتفادي ما وصفته بتناقضات الموقف السياسي الذي أعلنه في منشوره الأخير.