شهدت محطة رمسيس للقطارات، صباح اليوم الإثنين، توافدًا كثيفًا من مئات السودانيين ضمن أولى رحلات العودة الطوعية إلى السودان، في إطار برنامج منسق بين الحكومتين المصرية والسودانية لنقل اللاجئين من القاهرة إلى مدينة وادي حلفا عبر أسوان. وانطلقت الرحلة الأولى من قطار العودة المجاني الذي خصصته هيئة السكك الحديدية المصرية، متجهة إلى أسوان، حيث تنتظر حافلات خاصة لنقل العائدين إلى معبر أرقين ومنه إلى حلفا. وتستغرق الرحلة نحو 12 ساعة، ضمن جهود لوجستية واسعة لتقليل أعداد السودانيين اللاجئين في مصر، الذين تجاوز عددهم 1.5 مليون شخص منذ اندلاع الحرب في السودان.
وأكدت مصادر في هيئة السكك الحديدية أن القطار المخصص للسودانيين سيعمل بشكل أسبوعي، وأن الرحلات تتم بدون أي رسوم على الركاب، في بادرة إنسانية من الحكومة المصرية بعد أنباء عن تحسن الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة الجيش السوداني، بما في ذلك الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير أن أكثر من نصف اللاجئين السودانيين دخلوا الأراضي المصرية عبر طرق غير نظامية منذ فرض السلطات المصرية قيودًا على التأشيرات في يونيو 2023، ما فاقم معاناتهم في ظل ضعف الدعم الدولي وتزايد الاحتياجات الإنسانية. وأظهرت مشاهد وثقتها وسائل إعلام محلية مشاعر مختلطة من الفرح والحزن خلال وداع السودانيين في محطة رمسيس، حيث انتشر وسم “مع السلامة يا زول” على منصات التواصل الاجتماعي، تعبيرًا عن لحظة الوداع المؤثرة.
يُذكر أن أوضاع السودانيين في مصر واجهت تحديات متفاقمة مؤخرًا، خاصة في ما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والعمل، وسط غياب الدعم المنتظم من المنظمات الدولية، مما دفع العديد إلى اختيار العودة الطوعية رغم المخاطر.