كشف رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي، عن جهود متقدمة تقودها الآلية الرباعية الدولية — المكونة من الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات — تهدف إلى إعلان هدنة لمدة ثلاثة أشهر مطلع نوفمبر المقبل، تمهيدًا لوقف شامل للحرب في يناير 2026.
وفي مداخلة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وصف المهدي تحركات الرباعية بأنها “متناسقة وثابتة”، مشيدًا بما سماه الالتزام الدولي المتزايد لإنقاذ السودان من أزمته الراهنة. كما خص بالشكر المبعوث الرئاسي الأمريكي مسعد بولس على دوره الدبلوماسي البارز في قيادة جهود واشنطن نحو تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
أشاد الفاضل المهدي بدور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واصفًا إياه بأنه حقق “اختراقًا سياسيًا مهمًا” في الملف السوداني، من خلال إقناع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالدخول في عملية السلام.
وأشار إلى أن موقف القاهرة ظل ثابتًا منذ مؤتمر الحوار السوداني الذي استضافته مصر في يوليو 2024، حيث دعا السيسي السودانيين إلى “الاتفاق ووقف الحرب لأنها لا تجلب سوى الخراب”.
وأكد المهدي أن الموقف المصري يُعبر عن التزام واضح بدعم الجهود السياسية والإقليمية لإنهاء النزاع، ويعزز فرص نجاح التحركات الدولية بقيادة الرباعية للوصول إلى تسوية شاملة.
وجّه المهدي رسالة سياسية إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، قال فيها إن “الانتصار العسكري لا يكتمل إلا بالسلام”، داعياً إياه إلى المضي قدماً في مسار التسوية السياسية باعتبارها “الانتصار الحقيقي”.
وأضاف أن أي مكاسب عسكرية لن تكون بديلاً عن اتفاق سياسي شامل يعيد للسودان استقراره ويوقف نزيف الدم المستمر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وأكد المهدي أن التسوية السياسية أصبحت خيارًا لا بديل عنه في ظل تصاعد الكلفة الإنسانية للنزاع، محذراً من أن استمرار الحرب سيعمّق عزلة السودان ويقضي على ما تبقى من مؤسسات الدولة.
وفي ختام مداخلته، شدد مبارك الفاضل المهدي على أن السودان يعيش مرحلة حرجة تتطلب مصالحة وطنية شاملة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس جديدة تقوم على الشفافية والمشاركة العادلة.
وأكد أن الخروج من العزلة السياسية والاقتصادية الراهنة لن يتحقق إلا عبر اتفاق سلام شامل يعيد الثقة بين المكونات الوطنية ويفتح الباب أمام عودة السودان إلى المجتمعين الإقليمي والدولي.
ويرى المهدي أن الفرصة التاريخية لإنهاء الحرب لا تزال قائمة، شريطة أن تتوافر الإرادة السياسية لدى الأطراف المتحاربة، وأن تواصل دول الرباعية دفعها الفعّال نحو اتفاق يضمن السلام والاستقرار الدائمين في السودان.