كادقلي تواجه كارثة صحية بعد تجاوز وفيات الكوليرا 500 حالة ونقص حاد في الأدوية

3 Min Read

تشهد مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان أزمة صحية متفاقمة نتيجة تفشي وباء الكوليرا، حيث كشفت مصادر طبية بمستشفى كادقلي التعليمي عن تجاوز عدد الوفيات 500 حالة، معظمها في محليتي كادقلي والريف الشرقي. وأوضحت المصادر أن معدل الوفيات اليومية يتراوح حالياً بين 10 و15 حالة، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص شبه كامل في الأدوية الأساسية، وعلى رأسها المحاليل الوريدية التي تباع في الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة تصل إلى 50 ألف جنيه سوداني للدرب الواحد، ما يجعلها بعيدة عن متناول غالبية المواطنين.

المستشفيات الحكومية في كادقلي تعاني من تراجع حاد في خدماتها العلاجية، مع غياب الأدوية ومواد التخدير والمحاليل المعملية، الأمر الذي يضاعف من معاناة المرضى، خاصة النساء أثناء عمليات الولادة. وباتت الخدمات الطبية متوفرة في العيادات الخاصة فقط، لكن بأسعار مرتفعة لا تتناسب مع دخول المواطنين، حيث لا يتجاوز متوسط الرواتب الشهرية 150 – 200 ألف جنيه، مما يوسع الفجوة بين تكلفة العلاج والقدرة الشرائية.

المصادر الطبية حذرت من أن تدهور الأوضاع قد يتفاقم بسبب ضعف المناعة العامة للسكان الناجم عن الجوع وسوء التغذية. وأكدت أن أمراضاً مثل الملاريا تنتشر في المدينة دون توفر العلاجات اللازمة، إلى جانب شح المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة، ما يجعل الأزمة الصحية متداخلة مع أزمة معيشية تهدد حياة الآلاف، في ظل الاضطرابات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

بحسب وزارة الصحة، بلغ عدد الإصابات بالكوليرا حتى 27 سبتمبر الجاري 1851 حالة، بينها 183 وفاة مؤكدة، في ثماني محافظات تتصدرها كادقلي باعتبارها مركز التفشي الرئيسي. هذه الأرقام، مقارنة مع تقديرات الأطباء الميدانيين، تعكس حجم الكارثة وتؤكد الحاجة الملحة لتدخل عاجل من الجهات الصحية المحلية والدولية لاحتواء المرض.

ورغم الأزمة الصحية، شهدت كادقلي انخفاضاً نسبياً في أسعار بعض السلع الغذائية الأساسية بفضل ظهور منتجات الخريف. فقد تراجع سعر جوال الذرة من 90 ألف جنيه إلى ما بين 17 و24 ألفاً، وانخفض رطل الزيت من 50 ألفاً إلى 16 ألفاً، فيما هبط سعر كيلو السكر من 55 ألفاً إلى 16 ألفاً. كما سجلت أسعار الدقيق تذبذباً بين 17 و30 ألف جنيه، والأرز بين 50 و55 ألفاً، بينما انخفض سعر طحين الذرة إلى 3 آلاف جنيه، وتراجع سعر كيلو اللحمة العجالي من 32 ألفاً إلى 28 ألفاً.

يرى مراقبون أن الانخفاض المؤقت في أسعار الغذاء لا يكفي للتخفيف من الأزمة الصحية الخطيرة، خاصة في ظل تفشي الكوليرا ونقص الأدوية. ويؤكدون أن الوضع في كادقلي يتطلب دعماً طبياً ودوائياً عاجلاً، إلى جانب تدخل إنساني منظم للحد من تداعيات الكارثة الصحية والمعيشية التي تهدد سكان المدينة.

Share This Article