عودة الأمل إلى باسندة.. بعد 18 عامًا المستشفى الريفي يستأنف إجراء العمليات الجراحية

2 Min Read

في خطوة وُصفت بأنها تاريخية وبالغة الأهمية لسكان المناطق الحدودية بولاية القضارف، استأنف مستشفى باسندة الريفي إجراء العمليات الجراحية لأول مرة منذ نحو 18 عامًا من التوقف، حيث تمكن فريق طبي من إنقاذ سيدة وطفليها عبر عملية ولادة قيصرية ناجحة.

أكد معاذ خلف الله، مدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة بالولاية، أن توقف العمليات طوال السنوات الماضية كان مرتبطًا بانتقال المستشفى إلى مقره الجديد، موضحًا أن استئناف الجراحات يمثل نقلة نوعية في مسار الخدمات الصحية بالمنطقة. وأشار إلى أن هذه الخطوة ستسهم في توطين العلاج وتقليل اعتماد المواطنين على المستشفيات البعيدة، ما يخفف من معاناة المرضى وأسرهم.

طوال ما يقارب العقدين، ظل آلاف المواطنين في باسندة والقرى المجاورة مضطرين إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب المرافق الطبية التي تُجري عمليات جراحية. هذا الواقع فاقم من معاناة النساء الحوامل والمرضى في الحالات الطارئة، وتسبب في خسائر بشرية كان يمكن تفاديها بوجود خدمات جراحية محلية.

تأتي عودة المستشفى للعمل في وقت يعيش فيه السودان ظروفًا إنسانية وصحية صعبة نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، التي أدت إلى انهيار واسع في البنية التحتية الصحية ونقص حاد في الإمدادات الطبية. وفي هذا السياق، يمثل استئناف العمليات في باسندة رسالة أمل، ويعكس قدرة النظام الصحي المحلي على الصمود رغم التحديات.

يتطلع المواطنون إلى أن تكون هذه الخطوة بداية لعملية تأهيل شاملة للمستشفى، تشمل تزويده بالكوادر المتخصصة والأجهزة الحديثة، بما يمكّنه من تقديم خدمات متقدمة لا تقتصر على العمليات القيصرية بل تشمل الجراحات الطارئة والعامة. كما دعا مواطنون في المنطقة وزارة الصحة والجهات الداعمة إلى الاستثمار في تطوير المرافق الصحية الريفية، باعتبارها خط الدفاع الأول عن حياة السكان.

وباستئناف العمليات الجراحية، يعود مستشفى باسندة الريفي إلى أداء دوره الحيوي بعد انقطاع طويل، مانحًا سكان القضارف فرصة جديدة للحصول على الرعاية الطبية بالقرب من منازلهم، ومؤكدًا أن تعزيز القطاع الصحي في السودان يبدأ من دعم المستشفيات الطرفية والريفية.

Share This Article