سلسلة غارات للجيش السوداني على مدينة الجنينة في غرب دارفور

3 Min Read

في تصعيد جديد يعكس استمرار المواجهات العسكرية في إقليم دارفور، شنّ سلاح الجو التابع للجيش السوداني يوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 سلسلة غارات جوية مكثفة على أهداف داخل مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وذلك للمرة الثانية خلال أقل من 24 ساعة.
ويأتي هذا التصعيد ضمن حملة جوية متواصلة ينفذها الجيش ضد مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في الإقليم، الذي يشهد منذ أسابيع موجة متزايدة من القصف الجوي بطائرات حربية ومسيّرات.

بحسب مصادر عسكرية، استهدفت الغارات مواقع تمركز وإمداد تابعة لقوات الدعم السريع داخل المدينة، بما في ذلك مستودعات ومخازن عسكرية يُعتقد أنها تحتوي على معدات لوجستية ومنصات لإطلاق طائرات مسيّرة.
وأشارت المصادر إلى تدمير عدد من العربات القتالية ومواقع تشغيل للطائرات المسيّرة نُقلت مؤخرًا من مدينة نيالا إلى الجنينة. وشهدت المدينة انفجارات متتالية وتصاعد أعمدة من الدخان والنيران، ما تسبب في حالة من الهلع بين السكان الذين يعيشون تحت وطأة القصف المتكرر منذ بداية الحملة العسكرية.

أدت الغارات إلى توقف شبه كامل للحركة التجارية في المدينة، حيث أُغلقت معظم المتاجر والأسواق، بما في ذلك سوق المواد الغذائية الرئيسي. واستمر النشاط التجاري المحدود في بعض الأحياء وسط حالة من الترقب والخوف من تجدّد القصف.
ويعاني سكان الجنينة من أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة استمرار العمليات العسكرية وتضرر البنية التحتية الحيوية، فيما تتزايد المخاوف من انهيار الخدمات الأساسية إذا استمرت الضربات الجوية بنفس الوتيرة.

جاءت الغارات الجديدة بعد يوم واحد فقط من قصف استهدف مقر أمانة الحكومة في المدينة في 20 أكتوبر، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد الحراسة المكلفين بحماية تجاني الطاهر كرشوم، نائب والي غرب دارفور السابق والمسؤول المدني المعين من قبل قوات الدعم السريع.
وأفادت تقارير بوقوع إصابات في صفوف العاملين بالمقر، وسط أنباء متضاربة بشأن الحالة الصحية لكرشوم، الذي يُعتقد أنه كان داخل المبنى لحظة القصف.

تخضع مدينة الجنينة منذ نوفمبر 2023 لسيطرة قوات الدعم السريع بعد مواجهات عنيفة أدت إلى انسحاب القوات النظامية منها. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت المدينة أحد أهم مراكز تمركز قوات الدعم السريع في غرب دارفور، وتشهد من حين لآخر هجمات جوية وبرية متبادلة بين الطرفين، وسط غياب واضح لأي مسار تفاوضي أو جهود فاعلة لوقف إطلاق النار.

ويُعد هذا التصعيد الأخير من بين الأعنف في الإقليم خلال الأشهر الأخيرة، ما يثير مخاوف من اتساع رقعة الصراع وتفاقم الأوضاع الإنسانية في واحدة من أكثر المناطق تضررًا من الحرب المستمرة في السودان.

Share This Article