أطلقت وزارة الصحة الاتحادية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدد من الشركاء المحليين والدوليين، حملة تطعيم جزئية ضد الكوليرا في ولاية شرق دارفور، تستهدف محليتي الضعين وأبو جابرة. وتستمر الحملة حتى الأول من أكتوبر المقبل، في إطار الجهود المبذولة للحد من انتشار المرض الذي يشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة في السودان.
أوضح محمد جودة بنيو، مدير إدارة التحصين الموسع بوزارة الصحة في شرق دارفور، أن الحملة تستهدف تطعيم نحو 419,799 شخصًا من مختلف الفئات العمرية ممن تجاوزوا السنة الأولى من العمر. وأكد أن اللقاح المستخدم يتمتع بدرجة عالية من الأمان والفعالية، وقد استُخدم في ولايات أخرى دون تسجيل آثار جانبية تُذكر. وأضاف أن الفرق الميدانية تعمل وفق خطة دقيقة تشمل مراكز ثابتة ومؤقتة إلى جانب فرق جوالة لضمان وصول اللقاح إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والمرضى المزمنين.
من جانبه، قال أحمد أحمد حمزة، ممثل منظمة الصحة العالمية في شرق دارفور، إن الوضع الوبائي للكوليرا في السودان “بالغ الخطورة”، مشيرًا إلى تسجيل أكثر من 111 ألف إصابة و2,900 وفاة منذ بداية تفشي المرض، بمعدل وفيات بلغ 2.6% على المستوى القومي. وأوضح أن ولايات دارفور الخمس سجلت مجتمعة أكثر من 15 ألف إصابة و354 وفاة، بينها 1,149 إصابة و78 وفاة في ولاية شرق دارفور وحدها، معظمها بمدينة الضعين.
وأشار حمزة إلى أن معدل الوفيات في شرق دارفور بلغ 6.7%، وهو معدل مرتفع مقارنة بالمعدل العالمي، مرجعًا ذلك إلى تأخر وصول المرضى إلى مراكز العلاج. ودعا سكان محليتي الضعين وأبو جابرة إلى الاستجابة للحملة وأخذ اللقاح، إلى جانب الالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية.
وكانت ولاية جنوب دارفور قد شهدت يوم الأحد حملة مماثلة استهدفت أكثر من مليون شخص، ضمن خطة وطنية شاملة لمكافحة الكوليرا. وفي هذا السياق، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم، عبر منصة “إكس”، تخصيص 1.86 مليون جرعة من لقاح الكوليرا لولايات دارفور، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستجابة الصحية والحد من انتشار الوباء.
وتأتي هذه الحملات ضمن جهود دولية متواصلة لدعم السودان في مواجهة التحديات الصحية والإنسانية، وسط دعوات لتوسيع نطاق التدخلات وتوفير الدعم اللوجستي لضمان وصول اللقاحات إلى جميع المناطق المتضررة.
