وجّه رئيس الوزراء السوداني الأسبق ورئيس تحالف “صمود”، الدكتور عبد الله حمدوك، دعوة صريحة ومباشرة إلى أطراف النزاع في السودان لعقد لقاء معلن وشفاف يهدف إلى وضع حد للحرب المستمرة، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تستدعي قرارات شجاعة ومسؤولة تعكس إدراكًا عميقًا لحجم الكارثة التي تمر بها البلاد.
وجاءت هذه الدعوة في أعقاب اللقاء الذي جمع قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بمبعوث الرئيس الأميركي في جنيف، حيث أشار حمدوك إلى أن ما شهده السودان خلال العامين الماضيين من دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة يجب أن يكون دافعًا للتوقف عن الانزلاق نحو مزيد من التصعيد، والتحلي بروح وطنية تضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات سياسية أو شخصية.
وأكد حمدوك أن المسؤولية التاريخية تفرض على القيادات العسكرية والمسلحة أن تبادر فورًا إلى لقاء علني يفضي إلى اتفاق شامل ينهي النزاع المسلح، ويحافظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ويعيد ترميم النسيج الاجتماعي الذي تمزق بفعل الحرب. وشدد على أن استمرار القتال لا يعني سوى مزيد من الانقسام والانهيار، محذرًا من أن البلاد تقترب من نقطة اللاعودة إذا لم تتخذ خطوات حاسمة الآن.
وختم حمدوك رسالته بالتأكيد على أن الشجاعة السياسية والتنازلات المتبادلة هي السبيل الوحيد لوقف النزيف المستمر وإنقاذ السودان من مستقبل أكثر قتامة، داعيًا جميع القوى الوطنية إلى دعم أي مبادرة سلمية تسهم في إعادة الاستقرار وفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة.