أعلنت وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر عن تسجيل 22 إصابة بضربات الشمس، بينها حالتا وفاة، في مدينة بورتسودان خلال الأيام الماضية، في ظل موجة حر شديدة تضرب شرق السودان بالتزامن مع انقطاع متواصل للتيار الكهربائي لأكثر من عشرة أيام، وقالت المديرة العامة لوزارة الصحة، د. أحلام عبد الرسول، في تصريح صحفي، إن الوزارة بدأت بتنفيذ إجراءات طارئة شملت تجهيز مركز لاستقبال المصابين، إلى جانب تخصيص خط ساخن لتلقي البلاغات والاستجابة الفورية.
تشهد مدينة بورتسودان ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة تجاوز المعدلات الموسمية، في وقت تعاني فيه مراكز الإيواء والمناطق السكنية من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يومياً، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بضربات الشمس، خاصة بين كبار السن والمرضى وسكان المخيمات المكتظة، وفي هذا السياق، كشف المتحدث باسم شبكة أطباء السودان، أحمد النور، عن أن عدد الحالات بلغ 41 إصابة، بينها حالة وفاة واحدة خلال يومين فقط، مرجعاً ذلك إلى استمرار موجة الحر القاسية وغياب وسائل التبريد الأساسية، وهو ما يرفع من خطر الوفيات في حال استمرار الوضع دون تدخل سريع.
وأوضحت وزارة الصحة أنها كثفت حملات التوعية عبر الإعلام والراديو المجتمعي بمختلف اللهجات المحلية، كما بدأت بالتعاون مع الشركاء في توفير مياه الشرب في المناطق الهشة ودور الإيواء، وهي إجراءات مهمة لكنها تواجه تحديات لوجستية بسبب ضعف البنية التحتية ونقص الموارد، وفي بيان صادر عن شبكة أطباء السودان، أعربت الشبكة عن قلقها من تفاقم الوضع الصحي، محذرة من أن تزايد الإصابات في ظل نقص الكوادر والمعدات قد يُنذر بانهيار استجابة القطاع الصحي، خصوصاً إذا استمرت موجة الحر بالتزامن مع انقطاع الكهرباء.
طالبت الشبكة الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الطاقة والجهات المسؤولة عن خدمات الكهرباء، بالتحرك العاجل لإعادة التيار الكهربائي خاصة في مراكز الإيواء والمناطق المكتظة، إلى جانب توفير الدعم الطبي للمراكز الصحية، وتزويدها بالمستلزمات الضرورية لعلاج حالات ضربات الشمس.
كما شدّدت على أهمية تكثيف التوعية المجتمعية حول طرق الوقاية، وتشجيع المواطنين على:
- الإكثار من شرب المياه والسوائل،
- تفادي الخروج خلال ساعات الذروة،
- ارتداء الملابس القطنية والفاتحة اللون،
- استخدام أغطية الرأس عند التواجد في الخارج.
وتأتي هذه الأزمة في وقت تُحذر فيه الأرصاد الجوية من استمرار موجة الحر لعدة أيام مقبلة، ما يستدعي استجابة فورية من السلطات المحلية، والمنظمات الإنسانية، والمؤسسات الطبية، لتفادي اتساع نطاق الإصابات والوفيات، ويرى مراقبون أن ما يحدث في بورتسودان يعكس هشاشة البنية التحتية في شرق السودان، وضرورة وضع خطة استجابة وطنية لموجات الحر والتغيرات المناخية، باعتبارها أصبحت تمثل تهديداً مباشراً لحياة السكان، في ظل أزمات متراكمة.